الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 11:02

ذكرى استشهاد عبد القادر الحسيني

وديع عواودة
نُشر: 08/04/07 19:54

صادفت يوم الأحد الذكرى التاسعة والخمسون لاستشهاد قائد جيش "الجهاد المقدس" عبد القادر الحسيني الذي أصيب بعيارات قاتلة خلال معركة الدفاع عن القدس والمعروفة بمعركة القسطل وهو في الأربعين من عمره.
وكان الشهيد عبد القادر قد تولى قيادة  جيش "الجهاد المقدس" طبقا لقرارات اتخذتها الهيئة العربية العليا برئاسة المفتي الحاج أمين الحسيني من منطلق معارضتها دخول جيوش عربية إلى فلسطين وبادر لتشكيل جيش فلسطيني كان عماده قادة ومقاتلي فصائل ثورة 1936 -1939 .


عبد القادر الحسيني

وكان الشهيد عبد القادر الحسيني قد تخرج من الكلية العسكرية في بغداد سوية مع ضباط فلسطينيين أخرين منهم حسن سلامة وذو الكفل عبد اللطيف وعبد الرحيم محمود وأكرم زعيتر وانضم جميعهم  لثورة رشيد عالي كيلاني عام1941.
وما لبث أن ألقي القبض عليه بعد فشل الثورة المذكورة فيما نجا رفاقه وسجن سنتين وأفرج عنه بعد أن ساءت صحته وتدخل بعض زعماء العرب فعاد لفلسطين عام 1946. وكان نجله الراحل فيصل الحسيني قد ولد في بغداد في تلك الفترة.
وبهذه المناسبة صدر أخيرا كتاب إسرائيلي جديد بعنوان " يسرائيل نيتح وطني إسرائيلي" فيه يروي كاتبه كيف انضم باسم مستعار للجهاد المقدس بتكليف من قبل قوات الهجاناة وشارك بمعركة القسطل ونهب الأغراض الشخصية للشهيد عبد القادر منها جوازه وشبريته لحظات بعد استشهاده.


يسرائيل نيتح

ويزعم الكاتب في كتاب سيرته الذاتية أنه انضم للهجاناه وانتحل اسما عربيا- إبراهيم السيد- قبل بدئه بأداء وظيفته باختراق فرق المجاهدين وجمع المعلومات الاستخباراتية عنها بمساعدة رجل مقدسي (يدعى محمود الحسيني) كان يقيم في مدينة يافا تم تجنيده في صفوف الهجاناة. ويشير في كتابه أنه انتحل شخصية مصور صحفي من يافا واعتمر كوفية واحتاط على بطاقة هوية مزورة قبل أن ينضم لقوات الجهاد المقدس لالتقاط الصور لهم في تدريباتهم ومعاركهم.
وعن أصل العلاقة محمود أوضح نيتح أنه كان ولد في عكا عام 1918 وما لبثت أسرته أن سافرت لدمشق بحثا عن الرزق لكنه عاد بنفسه في الثلاثينات واستقر بتل أبيب فتزوج وسافر لقضاء شهر العسل في عكا وحيفا وأضاف" من عكا ذهبت للحمة بالقطار وباليوم الأخير نفذ ما لدي من نقود فالتقيت رجلا مرّ صدفة وألقى التحية فطلبت الاستدانة منه بضعة قروش فأخرج كومة كبيرة من النقود في جيبه وقال: خذ ما تشاء.. فرفضت ثم أعطاني نصف ليرة. بعد ثلاثة شهور ذهبت لمطعم أداره في يافا بجانب الساعة في شارع الحلوة وأعدت له النقود وكانت هذه بداية قصة صداقة وتآخي."



وأشار نيتح أنه تآخى مع محمود حيث ذهبا لشاطئ البحر قبالة منشية يافا عند الغروب وجرحا أبهامي كل منهما وخلطا دمائهما أيذانا ببدء الأخوة والعمل السري المشترك وأضاف " في 1.1.1948 التقيت مع محمود الحسيني وانطلقنا في مهمة جديدة وكان معنا يعقوب نمرودي وشخص أخر يدعى حاييم بقاعي وقد نزلا في الطريق بالقرب من دير الخرسان باللطرون فيما توجهنا نحن للقدس طريق رام الله. التقينا عبد القادر الحسيني في ذات اليوم. كان رجلا معتدل القامة ومهيباً. دخلنا صالون أحد المنازل فقال محمود مخاطبا عبد القادر: أحضرت لك مصورا فقال: وهل يخاف ؟ فقال:لا. وعندها عرضت بطاقة انتمائي للنجادة فرع يافا الذي كان بجوار مخبز أبو العافية اليوم".



وأضاف: "في اليوم التالي توجهنا لكفار عصيون بشاحنات وكان الثوار العرب يرتدون العباءات والكوفيات. هناك انقسم الثوار لمجموعتين واحدة من المقدسيين وأخرى من الخلايلة بقيادة عبد القادر الحسيني ومحمد علي الجعبري. لكن اليهود فتحوا نيرانهم علينا فاستغليت حالة البلبلة وقمت وألقيت قنبلة يدوية بين المقاتلين العرب فأصيب الكثيرون من بينهم أنا أصبت بخاصرتي ولا تزال بعض القطع المعدنية في بطني حتى اليوم..(ماكنات التفتيش الألكترونية تصفر عند اجتيازها حتى اليوم..) وحلت الفوضى وصارت "طاسة وضايعة".
ويقول الكاتب أن نشره صور المجاهدين في الصحف الفلسطينية ساعدته بالتقرب منهم وكسب ثقتهم وتعزيز مكانته بينهم حتى بات جزءا لا يتجزأ منهم لافتا إلى أنه كان يهتم أيام السلم بتصوير حواري القدس وتدريبات المجاهدين وتحصيناتهم فيها وإرسالها للهجاناه وأضاف" كان في القدس نحو 800 مجاهد بحوزتهم 350 بندقية ومسدسا ومدفع رشاش وقد أبلغت لاحقا أن المعلومات التي وفرتها ساهمت لحد بعيد في احتلال الطريق للقدس وانقاذ الأحياء اليهودية فيها."

وأشار الكتاب إلى أنه كان يجلس في مقر عبد القادر الحسيني يوم بلغه نبأ سقوط بلدة القسطل في غرب القدس بيد القوات الصهيونية التي انتقلت من الدفاع للهجوم لاختراق الطريق نحو القدس في عملية " نحشون" في 4.4.48 وأضاف" على الفور قرر الحسيني العمل على استعادة البلدة لإدراكه أهميتها الإستراتيجية وقد وكلت أنا ومحمود بالسفر لبيسان حيث مقر قائد جيش الإنقاذ فوزي القاوقجي من أجل تجنيد دعمه للمعركة ولما عدت كنت شاهدا على لقاء عبد القادر وهو يشرح لقادة المجاهدين تفاصيل العملية المضادة التي بدأت في السابع من أبريل/نيسان مستعينا بخريطة فصورته ولم أكن أعرف أن هذه صورته الأخيرة. شاركت بالمعركة أنا ومحمود وكنا نطلق النار صوب اليهود ولكنها بالهواء. في ذاك المساء استشهد عبد القادر فاغتنمت فرصة قربي منه لتفتيش ملابسه بحثا عن وثائق فسرقت الشبرية وجواز السفر ودبلة كانت بإصبعه وخبأتها في جراباتي وهي حتى اليوم محفوظة في متحف الهجاناه في تل أبيب".

وقال الكاتب أن المعركة انتهت على القسطل لصالح العرب لافتا إلى أن اليهود استغلوا مشاركة الكثير من المجاهدين في جنازة قائدهم باليوم التالي فاحتلوا القسطل مجددا وارتكبوا مذبحة دير ياسين. وأوضح أنه شارك في تلك الليلة بحّث المجاهدين على ضرورة تكريم الشهيد بتشييع جنازته بالغد وذلك لتسهيل مهمة الهجاناه في احتلال المنطقة من جديد. وأضاف " وقد شاركت بنفسي بالجنازة وكنت أصّور تارة وأهتف تارة أخرى ضد اليهود. انطلقنا مع الجنازة عند الفجر مع السلاح ووسط حالة من الصراخ. وصلنا بالشاحنات للقدس القديمة عن طريق حي القطمون ".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.69
USD
3.98
EUR
4.65
GBP
260454.51
BTC
0.51
CNY