الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 13:02

الجماهير تحيي ذكرى يوم الارض

سماح بصول -
نُشر: 30/03/09 11:31

* منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول الغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم..


تحيي الجماهير العربية اليوم الاثنين الموافق 30 من اذار الذكرى السنوية الثالثة والثلاثين لاحداث يوم الارض الخالد، وستقام في دير حنا بعد ظهر اليوم مسيرة يوم الارض التقليدية اضافة الى مهرجان خطابي في ختامها.
وافادت شرطة اسرائيل بانها تتوقع ان يمر هذا اليوم دون احداث تذكر - او ما يسمى على لسان الشرطة "احداث شغب واخلال بالنظام"- فيما تستمر القيادات العربية بانتقاد سياسة الحكومة التي تجعل من يوم الارض 365 يوما في السنة في ظل استمرار مصادرة الاراضي ومحاولات اقتلاع العرب من اراض توارثوها، عاشوا فيها تعيش فيهم.
ها وسينقل موقع العرب منذ الثالثة والنصف عصرا وقائع المسيرة من دير حنا والتي من المتوقع ان يشارك فيها عشرات الالاف.

يوم الارض.. نبذة تاريخية
بعد استشهاد 6 أشخاص 4 منهم قتلوا برصاص الجيش واثنان برصاص الشرطة.. يعتبر يوم الارض حدثا مهما في تاريخ الفلسطينيين ذوي الجنسية الإسرائيلية فللمرة الاولى منذ النكبة تنتفض هذه الجماهير ضد قرارات السلطة الإسرائيلية المجحفة وتحاول الغاءها بواسطة النضال الشعبي مستمدين القوة من وحدتهم وكان له اثر كبير على علاقتهم بالسلطة وتأثير عظيم على وعيهم السياسي. يقوم الفلسطينيون (اينما كانوا) باحياء ذكرى يوم الارض ويعتبرونه رمزا من رمز الصمود الفلسطيني.
شكلت الأرض ولا زالت مركز الصراع ولب قضية وجودنا ومستقبلنا، فبقاؤنا وتطورنا منوط بالحفاظ على أرضنا والتواصل معها. قبل أكثر من ثلاث عقود، في ثلاثين آذار من العام 1976 هبت الجماهير العربية وأعلنتها صرخة احتجاجية في وجه سياسات المصادرة والاقتلاع والتهويد. وكان يوم الأرض أول هبة جماعية للجماهير العربية، تصرفت فيها جماهيرنا بشكل جماعي ومنظم، حركها إحساسها بالخطر، ووجّهها وعيها لسياسات المصادرة والاقتلاع في الجليل، خصوصا في منطقة البطوف ومثلث يوم الأرض، عرابة، دير حنا وسخنين، وفي المثلث والنقب ومحاولات اقتلاع أهلنا هناك ومصادرة أراضيهم. في هذا اليوم، الذي يعتبر تحولا هاما في تاريخنا على أرضنا ووطننا، سقط شهداء الأرض.
معركة الأرض لم تنته في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى إلى نزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا.
فقضية الأرض هي أكثر القضايا التي تمتزج فيها الأبعاد المدنية والوطنية، فلا يمكن الحديث عنها مدنيا وتغييب أبعادها الوطنية، وفي نفس الوقت لا يمكن الحديث عنها وطنيا وتغييب أبعادها المدنية.


يوم الارض.. الانتفاضة الاولى
ما ميّز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، لقد قادت الجماهير نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت جماهيرنا لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية، ألا وهي قضية الأرض.
أعلنت الجماهير العربية، ممثلة بلجنة الدفاع عن الأراضي العربية ان الإضراب الاحتجاجي على مصادرة الاراضي في منطقة المل وذلك في تاريخ 30.3.1976

يوم الأرض – تسلسل الأحداث

• بين عام النكبة، 1948، وعام 1972، صادرت حكومات إسرائيل المتعاقبة أكثر من مليون دونم من أراضي القرى العربية في الجليل والمثلث، بالإضافة إلى ملايين الدونمات التي استولت عليها الدولة بعد تهجير أصحابها عام 1948؛
• في العام 1975 أعلنت الحكومة الإسرائيلية (وزارة الزراعة تحديدًا) عن مخطط "تطوير الجليل" الذي هدف إلى تحقيق سيطرة ديموغرافية يهودية في الجليل، الذي كانت غالبية مواطنيه (70 بالمئة) من العرب. وفي صلب هذا المخطط التهويدي مصادرة حوالي 21,500 دونم معظمها في الجليل، في منطقة سخنين وعرّابة ودير حنا في البطوف، وفي المثلث والنقب؛
• شرع الحزب الشيوعي بالتحرّك وحشد جميع الشخصيات الوطنية لإفشال المخطط السلطوي، وتكللت الجهود والاجتماعات بتأسيس لجنة الدفاع عن الأراضي في آب 1975، ثم عقد مؤتمر شعبي كبير في مدينة الناصرة يوم 18 تشرين الأول 1975، ترأسه المرحوم الدكتور أنيس كردوش، فانتُخب القس شحادة شحادة رئيسًا للجنة، والمناضل الشيوعي الراحل صليبا خميس سكرتيرًا لها؛
• يوم 13 شباط 1976 صدر قرار بإغلاق منطقة المل المعروفة أيضًا بالمنطقة رقم 9 أمام أصحابها، والإعلان عنها "منطقة عسكرية مغلقة"، تمهيدًا لمصادرتها فعليًا. وفي اليوم التالي عقد في سخنين اجتماع شعبي حاشد في سخنين، تحدّث فيه النائبان الشيوعيان توفيق طوبي وتوفيق زيّاد؛
• يوم 6 أذار 1976، قرّرت عقدت لجنة الدفاع عن الأراضي اجتماعًا موسعًا في الناصرة، دعت فيه إلى إعلان الإضراب العام في يوم الثلاثاء 30/3/1976 احتجاجًا على سياسة مصادرة الأراضي؛
• يوم 20 آذار 1976، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي دورتها الرابعة والعشرين ودعت، في قرار خاص، الجماهير العربية والقوى الديمقراطية إلى إنجاح الإضراب؛
• سعت السلطة إلى وأد الإضراب مستخدمة عكاكيزها، فعُقد اجتماع لرؤساء السلطات المحلية العربية في شفاعمرو يوم 25 آذار 1976، بهدف اتخاذ قرار بإلغاء الإضراب. وصاح خالد الذكر توفيق زيّاد بالمتآمرين أنّ "قرار الإضراب للشعب، والشعب قرّر الإضراب"؛
• واحتشدت الجماهير خارج قاعة الاجتماع في مواجهة قوات الشرطة التي أحاطت المكان، وبرز الحضور الشبابي، وفي مقدمتهم الشاب محمد بركة الذي تحوّل إلى واحد من أوائل المطاردين، فما كان على "أصابع السلطة" إلا أن تختار بابًا جانبيا للهرب، أما الرؤساء أبناء الشعب الحقيقيين فقد خرجوا محمولين على أكتاف الجماهير، فغاظ غضب عناصر الأمن، التي شنت اعتداء على الجماهير المحتشدة، وسعت لاعتقال العشرات؛


القائد الراحل توفيق زياد


• ورغم الاعتداء على الرؤساء الذي رفضوا هذه المسرحية، إلا أنهم صمدوا على موقفهم، وهم، إضافة إلى زيّاد، الراحلون حنا مويس (الرامة) ومحمد محاميد (أم الفحم) ومحمود نعامنة (عرّابة)؛ والرؤساء (أمدّ الله في أعمارهم) جمال طربيه (سخنين)، أحمد مصالحة (دبورية)، أسعد يوسف كنانة (يافة الناصرة)، حسن محمود خطبا (الرينة)، محمد زيدان (كفر مندا)، أمين عساقلة (المغار)، ويونس نصّار (طرعان)؛
• في اليوم التالي، 26 آذار 1976، عقد اجتماع عاجل في بيت الفنان عبد عابدي في حي وادي النسناس بمدينة حيفا، شارك فيه قادة الحزب الشيوعي ماير فلنر، توفيق طوبي، إميل حبيبي، إميل توما، صليبا خميس، سليم القاسم، جمال موسى، رمزي خوري وحنا نقارة؛ وأصرّ المجتمعون على الإضراب رغم حملة الترهيب التهديدات السلطوية؛
• في 29 آذار 1976، إندلعت مواجهات بين الجيش وأهالي دير حنا ثم عرّابة، جرح فيها تسعة شباب واستشهد أحدهم، الشهيد خير محمد ياسين، متأثرًا بجراحه في مستشفى نهاريا، ليكون أول شهيد وقبل أن يبدأ الإضراب؛
• صبيحة اليوم التالي، الثلاثون من آذار، أعلن الجيش والشرطة عن منع التجوّل منذ الفجر في بعض المواقع بهدف إرهاب الناس، لكن الجماهير العربية هبّت في إضراب لم يسبق له مثيل شمل كل المدن والقرى العربية، فنزلت الدبابات والمُصفَّحات من جيش وشرطة وحرس حدود، واندلعت مواجهات وصدامات سقط خلالها ستة شهداء رووا أرضنا الطيبة بدمائهم الزكية، وهم: خير ياسين (عرابة)، رجا أبو ريا وخضر خلايلة وخديجة شواهنة (سخنين)، محسن طه (كفر كنا) ورأفت زهيرى (مخيم نور شمس، سقط في طيبة المثلث)، هذا بالإضافة إلى حوالي 50 جريحًا ونحو ثلاثمائة معتقل.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.01
EUR
4.65
GBP
240611.58
BTC
0.52
CNY