الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

سلمان ناطور يوقع فلسطيني على الطريق

كل العرب-الناصرة
نُشر: 12/03/09 09:05

ناطور "سبب نجاح الكتاب يكمن في بساطته وصدق التفاعل فيه، والجمع بين أجيال مختلفة"


احتفل في دار الشروق برام الله  بتوقيع كتاب "فلسطيني على الطريق" في طبعته الثانية بعد اختياره أفضل الكتب الفلسطينية للفتيان وواحدا من بين أفضل عشرين كتابا عربيا من قبل مؤسسة "انا ليند" وسيوزع في خمس دول عربية شاركت في مشروع المائة كتاب هي فلسطين ومصر ولبنان والاردن والمغرب. ويذكر أن "فلسطيني على الطريق" صدر لأول مرة عام 2000.
افتتح حفل التوقيع السيدة "ريناد قبج" مديرة مؤسسة تامر التي اصدرت الكتاب فتحدثت عن تقييمات لجنة التحكيم التي أشادت باسلوبه الادبي الجميل ولغته السلسة ، ثم تحدث الكاتب ناطور قائلا ان فكرة هذا العمل هي التواصل: الجغرافي بين الناصرة وبيت لحم، والتاريخي رحلة السيد المسيح الفلسطيني من الفي عام وفلسطيني اليوم وكذلك تواصل الأجيال بين مجموعة من الفتيان وكاتب تجاوز الخمسين قاموا بالرحلة سوية. ثم قرأ فقرات من الكتاب.



ذاكرة لا تشبه ذاكرة العابرين
كتبت نائلة خليل: "من عبقرية المكان وجنونه أنه يصيب أهله المخلصين له بعشق أبدي، ويصيب بعضهم بما نسميه جنون المكان، وجنون المكان أن تأخذه على علاته وأن ترمم ما تهشم منه وأن تبقي ما ظل منه دليلاً على ذاتك أو على آخر امتهن المكان"، هذا ما كتبه سلمان ناطور في الصفحات الأولى للرحلة التي قام بها هو ومجموعة من الفتيان على خطى المسيح قبل ألفي عام.
أعاد ناطور بصحبة عدد من الفتيان والفتيات الذين أطلقوا على أنفسهم اسم "فريق القارة الصغيرة"، رحلة الفلسطيني المعذّب والذي بات بعد صلبه رمزاً إنسانياً للخلاص، فعلى خطاه أعادوا الرحلة ثانية بين الناصرة وبيت لحم، فلسطينيون على الطريق يعيدون اكتشاف الرحلة والمعنى، يلمسون ذاكرة المكان التي امتزجت بذاكرة الفلسطيني وأصبح فصلهما يشبه المستحيل.
"فلسطيني على الطريق ... من الناصرة الى بيت لحم"، ليس مجرد كتاب يصف الطريق التاريخي الذي يصل بين المدينتين التاريخيتين الناصرة وبيت لحم وما بينهما من جبال، أودية، عيون الماء ، كنائس، قلاع، وحجارة الكلدانية، إنه رحلة شغف واكتشاف لمكان اختلط ترابه بكياننا لكن لسخرية القدر أصبح التجول فيه ممنوعاً.
لكن لماذا عاد الحديث عن الكتاب الذي أصدرته مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي عام 2000، ببساطة لأن الكتاب جرى اختياره مؤخراً من قبل مؤسسة "أنا ليند" كأفضل الكتب المحلية للفتيان والفتيات على مستوى فلسطين، والجائزة تكفل إعادة الترويج والدعاية للكتاب، إضافة إلى أن "تامر" تعكف حالياً على طبعه للمرة الثانية بعد نفاد الطبعة الأولى، التي كتب نصها الأدبي سلمان ناطور، المادة العلمية يوسف أبو طاعة والدكتور حمدان طه، وشارك في الإعداد فريق القارة الصغيرة.
سبب نجاح الكتاب حسب ناطور يكمن "في بساطته وصدق التفاعل فيه، والجمع بين أجيال مختلفة، فمجرد اللقاء بين أعضاء القارة الصغيرة من الفتيان التي تتراوح أعمارهم من بين 13 الى 16، وبين كاتب تجاوز الخمسين، هذا اللقاء بين الأجيال فيه رساله للجيل الصاعد أن يحقق ما عجزنا عن تحقيقه من آمال وأحلام، وعليه أن يكمل المشوار مستفيداً من قوتنا وليس عجزنا".
يقول ناطور في كتابه "مر المسيح من هنا ولم يتوقف ومن هنا مرّ الغزاة ورحلوا"، لذلك لم يتوقف ناطور عند الغزاة الكثيرين الذين مروا هنا، والذين ما زالوا يمرون، أشار إليهم كأنهم عابرون، لذا من يقرأ الكتاب سيتذكر الختيار أبو حافظ من سبسطية الذي لم تعطه الحياة أي تسهيلات، وعاشق الناصرة خالد عوض، وغيرهم سيبقون محفورين بالذاكرة، لكن عند الحديث عن الغرباء الذين يفسدون علينا أي مشوار أو رحلة في المكان يشير إليهم الناطور قائلاً " الولد الأثيوبي، الولد الروسي، الضابط الذي يسمح لك بالتحرك في وطنك".
ويعلق ناطور أثناء حديثه عن الكتاب في مكتبة الشروق برام الله الأسبوع الفائت "أنا ضد كل المحاولات التي تريد بتر المكان، فلسطين تبقى واحدة، لذلك لم نتحدث عن خط أخضر أو جدار فاصل، لم نتحدث عن العابرين لأنهم عابرون".
أهم ما في الكتاب أنه سيؤثر كثيراً في بلورة جيل بأكمله ينظر الى فلسطين و الذاكرة بشكل مختلف وليس كما يريد الاحتلال.
رحلة ناطور والفتيان في فلسطين كانت نقية من الاحتلال الذي كما يعلق ناطور بطريقته المحببة "الاحتلال بغلث المنافس"، لذا يتنقل قارئ الكتاب بسلاسة وحب من الناصرة التي تخيم عليها روح العذراء، الى قرية برقين وكنيستها التي ما زالت شاهداً على إشفاء اليسوع لعشرة رجال مرضى، وإيمانهم بعد ذلك، ثم قرية سبسطية والحوار الجميل المتعب مع الختيار أبو حافظ الذي تنتصب زيتونة قرب بيته تقع على الحد الفاصل بين فلسطين "ب" وفلسطين "س"، ليعلق ناطور بحسه الفكاهي المعروف "حين تمددنا على الأرض صارت أقدامنا على الاحتلال، ورؤوسنا تحت السلطة الوطنية الفلسطينية، والنكتة صارت تجر النكتة".
حتى نصل الى القدس، وهنا لا نستطيع الوصول الا عبر حاجز الاحتلال، وبأمر من الولد الأثيوبي والروسي، ويعلق ناطور "جيلنا الذي يعرف القدس قبل الاحتلال، يربطها بماضيها القريب والبعيد، إنه منحاز لها بلا حدود، ويأتي انحياز جيلنا من ذاكرتنا التي تعيدنا الى ما قبل التاريخ الذي منه نشأ تاريخنا نحن الذين بقينا هنا وليس هم الذين تفرقوا ألفي عام، ليعودوا لها على ظهر مصفحة تتقدمها دبابة وضعت حداً لتاريخ رسم ملامحه الجميلة عمر بن الخطاب عندما اختار موقعاً يبعد عن كنيسة القيامة ليصلي فيه".
الكتاب الإسرائيليون كتبوا عشرات الكتب عن أرض فلسطين، كتب منزوعة الجذور والذكريات والحب، مليئة بأساطير وحكايات من السهل حياكتها ومن البديهي أن يضحدها أصغر طالب آثار وتاريخ.
يقول ناطور "علاقة الكّتاب الإسرائيليين بأرض فلسطين علاقة استعلائية واستعمارية، في عشرات الكتب التي ألفوها لم يعبروا عن ارتباط حقيقي بل ارتباط ديني وعقائدي".
لكن ماذا عن ترجمة الكتاب للمتحدثين بالعبرية الذين ــ يُخرمشون ــ بطن الأرض يوميا بالدبابات والبارود، يرد ناطور "إذا تُرجم هذا الكتاب لن يكون مريحاً للإسرائيليين العنصريين، لأنه يتكلم عن الاحتلال كظاهرة عابرة، ويركز على أصحاب الأرض الحقيقيين وارتباطهم فيها، وهذا امر مزعج للإسرائيلي أن يكتشف بعد كل سنوات الاحتلال أن الفلسطيني ما زال مرتبطاً بجمالية وديمومة أرضه حتى النفس الأخير".
"فلسطيني على الطريق" كتاب يسلط الضوء على الحبل السري بين ذاكرتي المكان والناس الذين يتشبثون بها، ذاكرة تحمل فرحاً وشغفاً للمكان والناس رغم كل ما جرى ويجري، لذلك ينحاز ناطور دوماً لذاكرتنا وفيها تتلوّن أيام حياتنا بين الأبيض والأسود.. الفرح والحزن.
يقول ناطور "عندما اكتب عن الذاكرة الفلسطينية لا أكتب عن ذاكرة كئيبة فقط، لأن ذلك سيؤدي الى نتائج محسومة، إما الانتحار أو الجريمة، وأنا لا أريد لذاكرتنا ان تؤدي للانتحار، وأيضا أريدها خلافاً للذاكرة اليهودية التي تركز على الكآبة والموت اليهودي وما عانوه من ذبح وقهر، هذا ادى الى أن يتحول الشعب اليهودي الى شعب يتقن الجريمة تحت تأثير روايته التاريخية وذاكرته، نحن على النقيض منهم لدينا أفراح وإنجازات حضارية وعلاقات رائعة مع المكان والناس".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.80
USD
4.08
EUR
4.76
GBP
246405.50
BTC
0.53
CNY