الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 04:01

قصة للاطفال الاحباء: الورد الجوري


نُشر: 10/05/06 14:23

مرض فراس فعادته يمامة، وحملت إليه إضمامة ورد جوري، وحين شكرها على هذه الهدية سألته عن سبب تسمية الورد بالورد الجوري. فأخبرها أنه سمي كذلك نسبة إلى مدينة في بلاد فارس – قديما – كانت مليئة بالورود والأزهار وتُدعى جور. وأخبرها كذلك أن لفتح هذه المدينة من قبل المسلمين قصة طريفة، فاصرت يمامة على سماعها منه، فقال: حين بنى الفرس مدينة جور جعلوا لها سورا حصينا وفتحوا فيه أربعة أبواب ضخمة فكانو يعيشون داخلها مطمئنين. كذلك بنى الفرس في وسط المدينة بيتا للنار، فقد كانوا يعتقودن أنها أعظم قوة في الكون، وأن عليهم أن يسجدوا لها ويعبدوها ولا يطفئوها أبداً ونسوا أن الله تعالى هو الذي خلقها وخلقهم وهو قادر عليها وعليهم.

ظل أهل جور على كُفرهم وكانوا يتعرضون لغزوات الجيوش الكثيرة، إلا أنهم كانوا يهزمون هذه الجيوش من خلف الأسوار الحصينة دون أن ينزلوا للقتال. لم يكن أهل جور وحدهم الذي يكفورن بالله ويسجدون لغيره، فقد كان أُناس يسجدون للأصنام التي لا تضر ولا تنفع، وكان اناس يسجدون للشمس والقمر، فأراد الله أن يبين للناس طريق الجنة والسعادة، وطريق النار والشقاء، فارسل رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام، وصار الرسول يرسل الجيوش الإسلامية إلى المدن والدول المختلفة ليرشدوا أهلها إلى طريقا الجنة والسعادة، ويبعدوهم عن طريق النار والشقاء. وصل الجيش الإسلامي إلى مدينة جور مدينة الورود والأزهار والنار المشتعلة، وتقدم القائد بجنوده نحو بابها، ودفعوه دفعة قوية فلم يفتح، ثم تراجعوا قليلاً ودفعوه مرة ثانية لكنه ضحم قوي، حاول الجنود بعدها رشق أهل جور بالسهام إلا أن سهامهم كانت تصطدم بالسور الحصين وتنكسر.

كرر الجنود محاولتهم مرات ومرات إلا أنهم لم ينجحوا أبداً وتعبوا، فأمرهم القائد أن يستريحوا ويتناولوا الطعام استعداداً للعودة. جلس أحد الجنود تحت شجرة قرب سور المدينة، ووضع إلى جانبه حقيبته وفيها خبز وقطعة لحم مشوية، ومد يده لإخراج الطعام من الحقيبة.. فما الذي حدث؟ لقد تسلل كلب إلى الحقيبة وعض عليها بأنيابه وفر هارباً. حاول الجندي الإمساك بالكلب وركض خلفه إلا أن الكلب دخل بين الورود الجورية والأشجار. وغاب عن الأنظار. عاد الجندي إلى مكانه متعبا جائعا وجلس يستريح فرأى ما أدهشه، رأى الكلب يقف فوق سور المدينة. وتساءل الجندي: "كيف دخل هذا الكلب مدينة جور ونحن الجنود الأقوياء قد عجزنا عن دخولها؟ إذن لابد أن المكان الذي اختفى فيه الكلب يؤدي إلى داخل المدينة، " قام الجندي مسرعا إلى ذلك المكان وتأكد من أنه يؤدي إلى داخل مدينة جور، فذهب إلى القائد مسرعا وأبلغه بالخبر. سر القائد للخبر واصطحب مساعده والجندي الذكي حتى وصولا إلى المكان وتأكد القائد أن هذا المكان يؤدي إلى داخل مدينة جور.

عاد القائد إلى مكانه ووضع خطة للتسلل إلى جور وانتظر حتى حل الظلام. نام اهل جور مطمئنين ولم يحسبوا حساباً للجيس الذي تسلل إلى مدينتهم واحتل أبراجها وفتح أبوابها. أفاقوا من نومهم خائفين وحاولوا المقاومة إلا أن المفاجأة كانت كبيرة فاستسلموا وسيطر الجيس على مدينة جور أما القائد فقد صعد إلى بيت النار واطفأها، بينما هتف الجنود: الله أكبر. أعجبت يمامة بالقصة، وصارت تُكبر بأعلى صوتها فضحك فراس وأخبرها أن التراث العربي مليئ بمثل هذه القصص فشكرته وطلبت منه أن يحكي لها تلك القصص حال شفائه من مرضه فوعدها فراس بذلك وابتسم.

مقالات متعلقة