قام وزير الامن ورئيس حزب العمل عمير بيرتس، يوم السبت، بجولة في عدد من بلدات الجليل، حيث زار قرى بئر المكسور، كفرمندا، عيلبون، البعينه نجيدات، وعرب الشبلي.
ورافق بيرتس في زيارته وزير العلوم والثقافة والرياضة غالب مجادله والنائبة من حزب العمل نادية الحلو. وتأتي زيارة الوزير بيرتس الى البلدات العربية  ضمن حملته لتجنيد أعضاء حزب العمل لصالحه في الانتخابات القادمة لرئاسة الحزب والتي ستجري في  الثامن والعشرين من شهر أيار القادم حيث يتنافس على هذا المنصب خمسة مرشحين.

ويذكر أن استطلاعات الرأي الاخيرة لا تبشر بخير لبيرتس وخاصة بعد ظهور مرشحين آخرين حيث تنبأت الاستطلاعات الاخيرة فوز مرشحين اخرين ومنافسين لعمير بيرتس من بينهم  رئيس الموساد السابق عامي ايالون.
ويشار أن عدد من نشطاء حزب العمل العرب عبروا عن خيبة املهم من عمير بيرتس  خلال استقباله، وأوضحوا له انه  تنصل من الوعود التي قطعها على نفسه قبل الانتخابات وخاصة فيما يتعلق بايجاد أماكن عمل للعاطلين عن العمل،  ورفع الحد الادنى من الاجور الى ألف دولار شهريا.

وقدم نشطاء الحزب العرب عددا من الاقتراحات والمطالب لعمير بيرتس منها تحسين اجور العمل وفتح اماكن استيعاب العمال امام المواطنين العرب، وتحسين ظروف خدمة الشبان البدو بالجيش، حتى ان بعضهم بارك فكرة خدمة الوطنية وأبدوا استعدادهم التام لتجنيد الشبان العرب لذلك. أما عمير بيرتس فلم يقف مكتوف الايدي ازاء الاتهامات التي وجهت له وشرح موقفه وبدأ بتبرير موقفه ان الحرب الاخيرة على لبنان هي أحد الاسباب لتشويش برنامجه الاجتماعي والاقتصادي وقال انه لولا الحرب لرأيتم بأم اعينكم ان وزارته (الدفاع) تحولت الى وزارة اقتصادية واجتماعية، واشار ان هناك من يحاول استغلال ذلك في محاولة لاقصائه عن الساحة السياسية.
من جانب اخر عاد وكرر بيرتس وعده انه سيعمل من اجل تقليص الفوارق بين الوسطين العربي واليهود، وأوضح انها كانت سنه قاسيه ورغم ذلك قرر مواصلة مشواره في قيادة حزب العمل  وعدم التنازل عن ذلك، ودعا النشطاء الى التجند الى جانبه ودعمه كمرشح حزب العمل.
وافتخر بيرتس باقتراحه لتعيين وزير عربي مسلم في الحكومة واشار ان هذا انجاز تاريخي وسابقة في تاريخ دولة اسرائيل منوها ان ذلك سيصبح نهجا للحكومات المتعاقبة ان تضع نصب عينها تعيين وزير عربي في صفوفها. ورفض بيرتس الادعاءات التي وجهت له في اعقاب تعيينه غالب مجادله وزيرا بأن الهدف من هذا هو هدف سياسي محض ومن اجل استخدام هذا التعيين كورقة انتخابية.

الوزير غالب مجادله قال  في حديث لموقع "العرب" انه قرر دعم عمير بيرتس كمرشح لرئاسة الحزب وقال: "نحن نتعامل مع كل من يحترمنا ويدعم موقفنا ومن يسهم بأعطائنا مطالبنا وحقوقنا، واعتقد ان عمير بيرتس بتعيينه اول وزير عربي في البلاد بعد 58 عاما وفي خطوة غير مسبوقة، وعلى هذا  يجب ان يكون لهذه الخطوة رد فعل وتأييد لهذا الموقف التاريخي".
وسـألنا الوزير مجادله اذا كانت هذه مغامرة وانه  يراهن على حصان خاسر وخاصة ان استطلاعات الرأي لا تبشر خيرا لبيرتس فأجاب: "الانتخابات والتنافس لن تعرف نتائجها الا بعد فرز الاصوات، ونحن نعرف من تجربة سابقة أن استطلاعات كثيرة تنبأت نتائج لشخصيات وكانت الحقائق والنتائج تختلف تماما".
وعن حالة فقدان الثقة لنشطاء حزب العمل العرب من عمير بيرتس قال مجادله: "الملاحظات لعمير بيرتس ليست خيبة أمل من وعود لم ينفذها وانما  خيبة أمل انه كان من المتوقع ان يستلم منصب وزاري اجتماعي واقتصادي واختار بدلا لذلك وليس بمحض ارادته فقط وزير الدفاع، نحن نعترف انها خطوة لم تكن موفقة وكان على بيرتس ان يصر على موقفه ان يكون وزيرا اجتماعيا لكي ينفذ سياسته الاجتماعية التي وعد بها المجتمع الاسرائيلي، لكن رغم ذلك قام عمير بيرتس من خلال وزارته الحالية بتقديم مشروع  قانون الحد الادنى من الاجور، وهذه الحكومة تعينت قبل عشرة أشهر وليس قبل أربعة سنوات والطريق امامنا طويل لتنفيذ البرنامج الاقتصادي الاجتماعي لحزب العمل".