قال مبعوث اللجنة الرباعية الدولية لعملية السلام، ورئيس الوزراء البريطاني السابق، توني بلير في مؤتمر صحفي عقد في مقر الرئاسة في رام الله، بعد لقاءه برئيس الوزراء "سلام فياض"، أن عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تنشأ على أساس مصالحة فلسطينية بين سلطتي رام الله وغزة سيصعب سير إعادة بناء غزة وإعمارها من جديد.
وأضاف إن على مثل تلك الحكومة أن تبنى على أساس التفاهم، وتسعى إلى وحدة الشعب الفلسطيني الممزق، والعمل جاهدة على تحقيق المصالحه وقيام دولة فلسطينية متحدة.

 
وقد صرح بلير بهذا البيان بعد الخلافات التي أثارتها مسألة إعادة إعمار القطاع بين فتح وحماس اللتان تبادلتا تهمًا بالفساد، بعد أن تمسكت كل منهما بحقها بالاشراف على اليات وسير عملية إعادة بناء غزة.
وأعرب بلير لفياض عن تفاؤله بتعيين جورج ميتشل، مندوب الرئيس الامريكي لعملية السلام في الشرق الاوسط المتوقع وصوله إلى رام الله في أول زيارة له للمنطقة منذ توليه المنصب بعد غد الاربعاء، وإعتبره داعمًا للعملية السلمية وسراجاً في الطريق لايجاد الحل للازمة الفلسطينية.
هذا ورجحت مصادر سياسية إسرائيلية أن يتبنى ميتشل خطة "خارطة الطريق" التي وضعها "بوش" الرئيس الامريكي السابق، والعمل على تطبيقها، في حين نقلت مصادر إذاعية إسرائيلية توقعاتها أن زيارة ميتشل المقبلة للمنطقة ستتركز على دراسة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية، وتحديدًا في قطاع غزة. وتستبعد هذه المصادر شروع المبعوث الامريكي للمنطقة في البت في أية موضوعات أخرى لا سيما قبل الانتخابات الاسرائيلية المقررة في العاشر من فبراير المقبل.
وفي هذا السياق قالت ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية إن تدخل ميتشل سيكون ايجابيا في وجود حكومة إسرائيلية تعتزم الاستمرارية في السياسة الدبلوماسية للحكومة الحالية، مشيرة إلى الخطر المهدد من "إنقسام حتمي" بين إسرائيل والولايات المتحدة في حال فوز نتنياهو في الانتخابات وتشكيل حكومة يمينية متطرفة. وواصلت ليفني قولها بان تولى الليكود السلطة لن يدعم بل وسيعارض العلمية السلمية القائمة على إقامة دولتين إسرائيلية وفلسطينية بالتالي ستخسر إسرائيل شعبيتها في العالم وستظهر أمام واشنطن على أنها رافضة لعملية السلام، الامر الذي سيجبر الولايات المتحدة ممارسة الضغوطات عليها بدلا من ايران. 
من جهة أخرى أعرب الجانب الفلسطيني عن حماسه من تعيين ميتشل مبعوثًا للمنطقة. فقد أكد مساعدون للرئيس الفلسطيني عباس (أبو مازن) أن ميتشل له خبرة في القضية الفلسطيني وهو الذي طالب بوقف العمليات الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية، وإن تعيينه لمنصب مبعوث الادارة الأمريكية لعملية السلام في الشرق الاوسط يعكس إهتمام الادارة الامريكية اليافعة في إيجاد حل للقضية الفلسطينية.