الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

تأهيل مريضات فقدان الشهية برمبام

كل العرب
نُشر: 05/02/09 07:27

التوقيع على اتفاقية المشروع "زوّادة للطريق" الأول من نوعه في البلاد..

• اضطرابات الأكل هي اضطرابات نفسية منتشرة والمتواجدة في زيادة دائمة..

• 20% من حالات مرض رفض الطعام (أنوريكسيا) تنتهي بالموت، نسبة أعلى من كل مرض نفسي آخر..



لأول مرة في إسرائيل سيفتتح في الشمال ملجأ لشابات تعانين من اضطرابات الأكل، ويتواجدن بمرحلة متوسطة من المرض. الحديث يدور عن مشروع بعنوان "زوّادة للطريق" الذي بادرت إليه البروفيسورة ياعيل ليتسر، مديرة العيادة لاضطرابات الأكل في رمبام، وبالتعاون مع قسم المنشئات المميزة في مؤسسة التأمين الوطني، الذي سيموّل حصة الأسد من المشروع، وبمصادقة وزارة الرفاه الاجتماعي.
المشروع الذي سيتابع بدعم وتوجيه طاقم العيادة ويتم تفعيله بمساعدة منشاة مختصة بتفعيل ملاجئ (جمعية دون قصد ربحي)، سيكلّف 3,5 مليون شاقل في السنوات الثلاث القريبة، وهو المدة الزمنية التي سيتم فيها تقييم انجازاته ونجاعته. سيتم تمويل تكاليف المشروع على يد مؤسسة التأمين الوطني (2,5 مليون شاقل)، متبرع سخي (تبرع من المجتمع) الذي سيشارك بتمويل نصف مليون شاقل، وعلى يد الشابات التي يتم إعادة تأهيلهن واللاتي سيقمن بدفع مبلغ رمزي شهريا. رابطة أصدقاء رمبام تدعم المشروع حتى يتم إيجاد متبرع. وتشترك أيضا وزارة الصحة في تمويل المشروع بشكل عام والتي ستقوم بتحويل ميزانيات لقسم من العلاج بناء على عدد المشتركات بالمشروع. مؤسسة التأمين الوطني ستقوم بتمويل بحث مميز الذي سيحصي ويتابع تقدم المشروع نفسه. يذكر أن مؤسسة التأمين الوطني أقامت العام الماضي ملجأ مماثل في هرتسليا، ولكن الفرق بين الملجأ في هرتسليا وهذا الذي سيقام في الشمال، هو أن الملجأ الشمالي مخصص لشابات لم تنته عملية إعادة تأهيلهن وما زلن عرضة للخطر والعودة إلى حالة اضطرابات الأكل. الملجأ في هرتسليا معد للشابات اللاتي أتممن عملية إعادة التأهيل.



وتفسّر بروفيسور ياعيل ليتسير أن اضطرابات الأكل هي اضطراب نفسي منتشر، المتواجد في ارتفاع دائم في المجتمع الغربي، وأيضا في المجتمع الإسرائيلي. الحديث يدور عن مرض صعب الذي يهدد بشكل خاص الشابات بجيل المراهقة والنساء صغار السن، وقد تؤدي إلى إيقاف تطوّرهن وحتى التدهور لحالة خطر حياتي والموت. الحالة المرضية مرتبطة لنسبة عالية من السقم وفقط للتوضيح: 20% من حالات مرض رفض الأكل (أنوريكسيا) تنتهي بالموت، نسبة مرتفعة أكثر من أي مرض نفسي آخر. ومن جهة أخرى نسب الشفاء الكامل من اضطرابات الأكل هي من الأكثر انخفاضا.
قرابة 30% من المرضى باضطرابات الأكل يعانون من السقم المتواصل، وهذه الفئة من المجتمع بحاجة لإطار علاجي مناسب يتخطى الأطر القائمة. اليوم لا يوجد في البلاد إطار جماهيري يؤمن الدعم للواتي يمرن بإعادة تأهيل وفي مرحلة متقدمة من الشفاء، وبحاجة لإطار انتقالي حتى يمنع تدهور حالتهن.
يطمح مشروع "زوّادة للطريق" للإجابة على هذه الحاجة عن طريق نموذج بيت تأهيلي بين الجمهور. هدف المشروع الأساسي هي إنشاء مرحلة متوسطة تساعد النساء بمسار شفاء على الحفاظ على الوضع ودعمهن عند دخولهن من جديد للحياة الاعتيادية والعودة للروتين. الهدف المستقبلي هو أن تقوم خريجات البيت الدافئ بإرشاد الشابات نزلاء المركز مستقبلا.
وتقول البروفيسور ليتسير، مشروع "زوّادة للطريق" يشق الطريق مجتمعيا على مستوى إعادة تأهيل اللذين يعانون من اضطرابات الأكل في إسرائيل: "في حال نجح المشروع خلال ثلاث السنوات التي منحت له، تتعهد وزارة الصحة أن تقوم بتغيير القانون وأن تعترف باضطرابات الأكل كمستحقة في "سلة إعادة التأهيل" مثل كل الذين يعانون من اضطرابات نفسية وجسدية في إسرائيل. إلى وبعد التوقيع على الاتفاق، ووُجد التمويل، تبحث البروفيسور ليتسير عن مبنى مناسب لـ15 شابة يعبرن عملية إعادة تأهيل والتي ستسكن فيه كل واحدة منهن مدة سنة.
العيادة لاضطرابات الأكل، في قسم الإمراض النفسية في القرية الطبية رمبام، والتي تدريها بروفيسور ليتسير، أقيمت عام 1992 ومذ ذاك العام تمنح الخدمات لكل سكان الشمال ولعديد من المتوجهين للعيادة من مناطق أخرى في البلاد. العيادة فريدة من نوعها في البلاد وطلائعية بمجال العلاج دون الحاجة للبقاء في المستشفى لتلقي العلاج باضطرابات الأكل. العلاج في العيادة يتم على يد طاقم متعدد المجالات مختص، وهي تجيب على حاجة المرضى الذين يتطلبون علاج آخر بعد العلاج في المستشفى لفترة قصيرة بسبب تدهور وضعهم النفسي والجسدي (الفيسيولوجي). إلا أن الأطر القائمة في البلاد لهذه الحاجة محددة، وفي منطقة الشمال لا توجد أطر مناسبة عدا عن أقسام العلاج النفسية.
بروفيسور ليتسير هي أيضا محاضرة في كلية علوم الرفاه والصحة في جامعة حيفا. شق الطريق المجتمعي هذا هو جزء من رؤية الكلية، التي تؤمن في المزج بين العمل الأكاديمي والبحثي، مع العمل الجماهيري.

مقالات متعلقة