بعدما دعى امير قطر الشيخ حمد بن خليفه الثاني لقمة عربيه طارئه في الدوحه لبحث الأوضاع في غزة ، وذلك بعد فشل كل المحاولات لعقد قمة عربية ، تعالت الاصوات المندده بهذه القمة بادعاء أن قمة الكويت المالية ستبحث على هامشها الاوضاع في غزة ، ولذا فما من حاجة لقمة عربية . ووجود قمة من هذا النوع سيكرس النزاع والانقسام العربي .
بالرغم من كل محاولات افشالها، انتهت قمة الدوحة بإعلان قطر وموريتانيا عن قطع العلاقات مع اسرائيل وانشاء صندوق لاعادة اعمار غزة . هذه القرارات كان لا بد من اتخاذها ولكن هنالك انجازات اكبر بكثير من هذه الانجازات .

 اهم انجازات القمه القطرية :

- الانقسام العربي حول قرار عقد القمة أم لا كان انقساما مبدئيا بحيث اصرت قطر على ان غزة بحاجه لإنجاح هذه القمة في الوقت الذي اصرت مصر ، السعوديه والاردن وغيرها من الدول ، على ان قضية غزة ممكن ان تطرح على هامش اجتماع الكويت المالي .
ان هذا الانقسام من شأنه خلق محورين ، محور عربي بدأ يتعامل مع القضية الفلسطينية على انها قضية الامة العربية وهذا ما نسته الامة للحظة ، وتيار اخر لا يريد ان يكون من مجموعة الدول المناهضة للمشروع الصهيوني وذلك بسبب مصالح النظام الضيقة .
وجود هذين المحورين سيعزز النهضة القومية وذلك بخلق جو بأن الإجماع العربي مهدد من قبل دول  عربية ذات مصالح ضيقة من شأنها ضرب هذا التصعيد المناهض لاسرائيل والذي تتعطش له  الجماهير العربية بطبيعة الحال . ومن شأن هذا الجو تفجير الجماهير العربية .

- لقد اظهرت هذه القمة الجانب القومي القطري الذي فاق موقف مصر ، الاردن والسعودية ، لقد شعرنا بالحس القومي الطاغي على خطابات الشيخ حمد بن خليفة . وهذا الخطاب القومي العربي القطري هو نفسه الذي ضرب النزاع الطائفي اللبناني باتفاقية الدوحة . فإن هذا الدور التي تلعبه قطر من شأنه تعزيز مكانة قطر في الوطن العربي.

- لقد اظهرت قمة الدوحه توجه جديد للتعامل مع اسرائيل ، توجه تصعيدي ضارب لكل محاولات التطبيع والسلام مع اسرائيل . وهذا التصعيد سيتعزز مع فهم الجماهير العربيه لمبدئية الانقسام العربي .

- لقد اظهرت جميع الدول رضاها واحتضانها لمشروع المقاومة الفلسطينية ، وهذا الاحتضان سيعزز من صمود الشعب الفلسطيني .

- لقد استطاعت قمة الدوحهة ان تجمع عدة دول اسلامية كبيرة تحت غطاء عربي بحت ، مما دفع هذه الدول لتبني الخطاب العروبي خلال القمة ، وهذا التبني عزز مبدئية هذه القمة .

هذه الانجازات ستغير الخارطة السياسية العربية وتقلب كل موازين القوى ، وتبني خالد مشعل القيادي البارز في حماس للخطاب القومي ليس  إلا دليل على ان انتخاب الشعب الفلسطيني لحماس في الانتخابات كان تعبيرا عن تمسك الشعب الفلسطيني بخيار المقاومة .
مباركون هم هؤلاء المتمسكون بعروبتهم واللا متنازلون عن وحدة امتهم ، طوبى لهم اينما كانوا وكيفما كانوا !