الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 06:02

حرب غزه بعيون انسان- سامح عويضه

كل العرب
نُشر: 13/01/09 19:45

لعائلة مسلمة ولدت، فلست بيهودي، وفي القدس الشرقيه ولدت، فلست باسرائيلي، لكني اجتهدت في تفكيري متأملا متألما، لجراح ودماء أطفال، نساء وشيوخ، يقتلون بأي ذنب، وبأي ذنب يعدمون؟
حزب، حركة، مقاومة ودولة تظنني أظنهم يتألمون من هذه الجراح، تظنني أظن أن دماء غالية عليهم هي التي تسفك، لتروي ثرى قطاع محاصر، وبأي ذنب يحاصرون؟ أبذنب ديموقراطية أرادوها؟ أم بذنب همجية استقبلوها؟
في البدايه لم اعرف من ألم! فسارعت بالقاء غضبي على أناس أقوياء، بدباباتهم وطائراتهم يتفاخرون، لكني تذكرت بأني تناسيت! بأن حزبا،حركة او مقاومه، أرادت كراسيها، فكمثل الذئب أشهر أنيابه بوجه حوت جائع يلتهم ألأهداف الصائبة والخاطئه، وما أكثرها الخاطئه.
متماثلون
وكم هم متماثلون هذين الشعبين على الرغم من عمق الجراح، فواحد يصب جم غضب محرقة أصابته على شعب يصب جم غضب خيانة مر بها عليه، ما أقربهما الشعبين حين يتفقان على حرب،كراهيه وحقد، ولكن، ما أبعدهم حين يتفقان على عكوسها.
نعم نحن مثلهم، نلومهم حين يفرحون لقتلانا، ونحن لقتلاهم متعطشون!!!
ونعم هم مثلنا، يلومونا لأطفال تقطعت في باصاتهم أجسادهم، ومدارسنا بصواريخ طائراتهم يقصفون!!!
 شعبين في تصرفاتهم متطابقون، فلألاه واحد يشتكون، وعلى نفس ألارض يتصارعون، وبنفس الحجة عن صراعهم يدافعون، يقولون في توراتنا، ونرد في قرآننا، والكتابان منا ومنهم بريؤون.
وفي السياسة، حتى السياسة ، هم فيها متماثلون، فنفس الشخص، ولكن بوجهين، ينتخبون، شخص سماته كراهيه، عنصرية، قتل وتاريخ بالسواد حافل، اثناهما لمؤيدون.
فبأي ذنب يلومونا؟ وبأي ذنب نلومهم؟ واثنانا نسير بنفس الدرب تائهون...
محتاجون
لمراكز اعادة تأهيل مدمنين اننا وانهم لمحتاجون.
فلساعات طوال أمام الجزيره، العربيه وفضائية ألاقصى اننا لمدمنون.  وهم مثلكم، للقناة الثانية والعاشره أمسوا مدمنين.
لعلاج ادمان من مقاعد آلتصقت بها أجسادهم وأجسادنا اثناننا لمحتاجون.
لأطباء نفس ليبرؤونا واياهم من الآفات لمحتاجون.


موجودون
لكنني موجود، ومثلي موجودون فيكم، وأعلم، ان مثلي موجودون فيهم، أعلم الآن ويا ليتكم ويا ليتهم تعلمون، فيا ليتكم وليتهم تعلمون بوجودنا مترابطون رغم أصولنا، أصول لم أخترها ولم يختروها..
فشرطي منهم لشرطته بالجبناء ناعت، وبالجبناء شرطتي أنعت ، وآخر بغير الأمان لحكومته شاعر، وبغير الأمان لحكومتي أشعر، فواحد نحن بأهدافنا وآرائنا، وتارة أخرى أقولها بأنا هنا لموجودون، اثناكما شئتم أم أبيتم، فنحن موجودون، لنثبت لكم ولهم بأنا نستطيع، وفي عريننا جالسون وفي جحوركم فالتستلقون، ومنفيون لن نكون في بلادنا، وفي بلادكم فالتنتفون.
ولكن
فالتسمحوا بالعيش للآخرين.
فلا تفجروا الباصات ولا تقصفوا المدارس...
وبحواجز جنود احتلال هذه البلاد لا تقطعوا...
ورجال دين في معابدهم لا تقتلوا...
واجتهدوا واعوا أي أناس تنتخبون، فحاولوا أن يمثلكم معتدلين، فلقراراتهم أنتم مسؤولون ومواجهون، ان أعلنوا حربا اختبؤوا ، وعرضتم لها، فهم لا لن يهمهم، لن يسجنوا، لن يجوعوا، لن يأرقوا ولا لن يقتلوا.
فأنتم المسؤولون....

مقالات متعلقة