استهجن الكثيرون من العرب تصريحات الممثل المصري عادل إمام فيما يتعلق بموقفه من الحرب على غزة والتي اتهم فيها حركة حماس بالمسؤولية عما يحصل من مذابح في القطاع، وقد جاءت هذه التصريحات مناقضة تماما للموقف الشعبي المصري ولموقف نقابة الفنانين المصرية التي أطلقت صرخة مدوية من قلب العاصمة القاهرة ضد الاحتلال وتضامنا مع غزة ، وفي هذا السياق لا بد لنا جميعا ان لا نستغرب او نتفاجأ من هذا الموقف الناصر لموقف النظام المصري ولا بد لنا أن نقف عند بعض الحقائق المتعلقة بهذا الممثل الذي لطالما افتخر بولائه لحسني مبارك:
1. يعتبر عادل امام المتنفس الأساس للشعب المصري الذي يعاني من وطأة وظلم المؤسسة الحاكمة وغير العادلة في مصر ، وقد نجحت هذه المؤسسة في تجنيده منذ عشرات السنين مستغلة حركاته البهلوانية والتهريجية البارعة والتي استطاع من خلالها اختراق عقول الناس البسطاء من الأمة المصرية، وقد تسنى له ذلك مقابل المال والشهرة والتقرب من السلطان ! وحقيقة يذكرني هذا "الفنان" بشعراء البلاط في عصر الخلافة العباسية والذين مدحوا وذموا في سبيل الحصول على المال والمناصب! انسان مأجور بكل معنى الكلمة يفتقد لكل معاني الانسانية والمروءة والنخوة العربية.
2.  إنّ حركة حماس هي امتداد لحركة الاخوان المسلمين في مصر ، هذه الحركة التي حاربها عادل امام في أفلامه العديدة وسخر منها ومن آرائها الجهادية المتنورة وكل ذلك تحت غطاء من النظام المباركي!
3. يعتبر عادل امام صاحب فكر ماسوني حارب من خلاله الفكر الديني وعمل على نشر الفكر العلماني! وكثيرة هي الأفلام التي دلت على سخريته من الدين الحنيف! وهنا لا بد لي أن اوضح باطن هذا الفكر ؛ فالماسونية تعني الهندسة والبناء وهناك من ينسب أتباعها إلى حيرام أبيف المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان ، وهناك نظريات تربطهم بحكماء صهيون ،  أما معناها المتعمق فيدل على علاقة الخالق بالمخلوق أذ يرمز إلى زاويتين متقابلتين: الأولى تدل على اتجاه من أسفل إلى أعلى ويرمز إلى علاقة الأرض بالسماء والأخرى من أعلى إلى أسفل ليدل على علاقة السماء بالأرض. ونجمة داوود( التي يقدسها الشعب اليهودي) لها نفس المعنى والذي يرمز إلى اتحاد الكهنوت (السماء) مع رجال الدولة (الأرض) وهو ما حققه النبي داوود عليه السلام عند حكمه حين أسس سلالة حكم تعتمد على مساندة الكهنة اليهود وفق ما جاء في العقيدة اليهودية! ولذلك لا ينبغي أن نتفاجأ من وقفة هذا المهرج مع اليهود ضد المسلمين!
4. إن أفلام عادل امام وأعماله الفنية لا تخلو بشكل عام من مشاهد الفسق والزنا وشرب الخمر ، وهذا الأمر انما يؤكد تحليله للكبائر وازدراءه لتعاليم الاسلام ولذلك لا عجب في أن نراه يتحمس في مهاجمة حركة حماس لمجرد انها تتبع للدين الاسلامي!
5. على عكس دريد لحام رائد المسرح العربي الحديث والشريك الفعال في ابداعات الأديب الثائر محمد الماغوط لم يقدم عادل امام عملا واحدا يحمل الحس الوطني الناقد للأنظمة العربية وإن مسرحية الزعيم كانت مجرد تهريج متفق عليه مع النظام لامتصاص مشاعر الشعب وهي سياسة معروفة ينتهجها النظام المصري كما ذكرنا سابقا.
 
 
نستغرب كيف عُيّن هذا المأجور سفيرا للنوايا الحسنة من أجل اللاجئين أو المشردين في العالم، ولكننا نزيل هذا الاستغراب حينما نتذكر أنّ تعيينه هذا جاء من قبل منظمات انسانية تابعة للأمم المتحدة المعروفة بضعف مواقفها تجاه القضية الفلسطينية، واننا إذ نهيب بالجماهير العربية من المحيط الى الخليج ونقابة الفنانين المصرية ووسائل الاعلام العربية بمقاطعة هذا  الهلفوت- كما اطلق عليه أحد النقاد المصريين- ومعاقبته سينمائيا ومسرحيا.