الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 23:01

بدون عنوان - تميم منصور


نُشر: 04/01/09 16:40

موقف من يضع القلم بين أصابعه في هذه الأيام المثخنه والمشبعه بدماء وجراح الفلسطينيين في قطاع غزة لا يختلف كثيراً عن موقف وموقع رجال المقاومة الذين يوجهون فوهات سلاحهم الى كل الاتجاهات للدفاع عن النفس والثبات، هذا هو حال من يحمل سلاح القلم فان الكلمات التي تنطلق من فوهته قادره على اصابة كل اهدافها لأن هذه الأهداف غير محدودة في ظل وجود شبكة من التواطؤ والمؤامرات ضد الشعب الفلسطيني.
أضعف الايمان بالنسبة للكثيرين هي الكلمه الصادقه التي تمسح أثار الذل والمهانه وتشير باصبع الاتهام الى كل المتخاذلين والمتربصين والذين يحاولون اجهاض كل مواقف المقاومة، مع ذلك تبقى هذه الكلمات أقصر قامة مما يعانيه أهالي قطاع غزة من الألم والخوف والحصار والدمار والموت وروائح أشلاء ودماء الأطفال، كل شيء يتقزم أمام هذه الملحمه التاريخية والبطولية التي يصنعها أهلنا في غزة في هذه الأيام الخالدة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
بالامس المقاومة اللبنانية واليوم المقاومة الفلسطينية، المقاومة هي المقاومة والمحتل هو المحتل والعدو هو العدو من القوى العربيه والاقليميه والامبرياليه التي تقف وتدعم وتبارك هذا العدوان، يوجد لهذه القوى مصلحه مشتركه وفي نفس الوقت هناك مصلحه خاصة لكل واحده منها تعبر من خلالها عن ولائها لاسيادها ولعدائها لكل حركة التحرر العربيه الحديثه.
في مقدمة هذه القوى المتواطئه مع هذا العدوان الأجرامي تقف سلطة رام الله برئاسة أبو مازن وبمشاركة أمراء المصالح الخاصه، ان توجيه اصبع الاتهام الى جهه فلسطينيه هامه ومركزيه هي جزء
من نزيف الجرح الفلسطيني في غزة، لكن هذا هو الواقع يوجد اليوم أكثر من (شاور) عربي واحد يتواطأ مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة، يوجد شاور في رام الله، وأخر في القاهرة، وثالث في السعوديه ورابع في عمان.
(شاور هو أحد حكام مصر الذين تحالفوا مع الصليبيين ضد صلاح الدين).
ما تسمى اليوم بسلطة رام الله هي احدى أضلاع المربع الذي ينتظر سحق واستسلام حماس في غزة.
هذه السلطة التي رفضت التسليم بهزيمتها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية وهي التي شاركت في فرض الحصار على حكومة اسماعيل هنية، وهي التي تقف وراء خطة دايتون الامريكيه الاسرائيلية ، هذه السلطه هي المسؤوله عن المواجهات التي وقعت في غزة بين فتح وحماس قبل حوالي سنة وأدت الى هروب مرتزقة فتح بقيادة محمد دحلان عميل اسرائيل والولايات المتحدة، لقد انقلبت خطة دحلان فوق رأسه وعمقت الانقسامات الفلسطينيه.
عندما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة شعرت الأنظمة في كل من السعودية والأردن ومصر انها هي التي خسرت المعركة مع حركة حماس، فناصرتها العداء، وبدأت وسائل الاعلام من هذه الدول خاصةً في مصر تحرض على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وتفتعل التخوف من اقامة اماره اسلاميه محاذيه لمصر لأن وجود مثل هذه الاماره يهدد الأمن القومي المصري ( انها السخريه بحد ذاتها)
لم تتوقف سلطة أبو مازن عن المشاركة في الضغط وملاحقة حكومة حماس الشرعية في قطاع غزة، قامت السلطه المذكورة بالاذدناب وراء المواقف الأمريكية والسعودية والمصرية، كما فتحت أبواب المفاوضات مع حكومة اولمرت على مصراعيها، حتى أنها أصبحت جزءاً من المنظومة الأمريكية الأسرائيلية الأمنية والسياسية في المنطقة، كما عمقت السلطه التعاون الأمني مع اسرائيل في كافة المجالات.
سمحت اسرائيل للسلطة المذكورة تسلم الأسلحه عن طريق الأردن ، كما سمحت أيضاً بتسلم أليات عسكرية خالية من الأسلحة قدمتها روسيا وصلت عن طريق الأردن، كما سمحت اسرائيل بدخول حوالي 1200 عنصر أمني قامت الولايات المتحدة بتدريبهم في الأردن وصلوا الضفه الغربية من أجل مطاردة وملاحقة عناصر المقاومة داخل الضفه الغربيه، أما بالنسبة للتنسيق الأمني فإن الاجتماع الذي تم في (بيت ايل) بالقرب من رام الله في منتصف شهر أيلول الماضي أحد أمثلة هذا التعاون، حضر هذا الأجتماع من الجانب الفلسطيني أبو الفتح قائد جهاز الأمن العام التابع لحكومة سلام فياض كما حضره رئيس الاستخبارات العسكريه والمفتش العام للشرطة وأخرون، أما من الجانب الاسرائيلي فقد حضر الاجتماع قائد قوات الاحتلال في الضفه الغربيه  نوعم تيفون وأخرون.
كان هذا الاجتماع سرياً للغاية لكن اسرائيل كشفت الكثير من تفاصيله كي تسبب الاحراج للسلطه الوطنية وتعمق الانقسام بين الفلسطينيين، قام الصحفي المعروف في صحيفة يديعوت أحرونوت أهرون بارنيع بكشف تفاصيل هذا الاجتماع مع ابداء دهشته وذهوله
من تنازل الفلسطينيين ومن الأقوال التي سمعها منهم خاصةً من رئيس الوفد أبو الفتح.
ذكر الصحفي المذكور أن أبو الفتح خاطب الضباط الاسرائيليون قائلاً... ليس هناك خصاماً وخلافات بيننا، عدونا المشترك هو حركة حماس، نطالبكم بالوقوف معنا ضد هذه الحركة، اذا لم نستعد نحن وأنتم والامريكيون الوقوف ضد هذه الحركة عندها سوف نختلف حول المسؤولية عن الهزيمة.
هذا التواطؤ في الجانب الأمني أما في الجانب السياسي فلم يألُ رئيس السلطة جهداً بالاستمرار بتطويق وحصار حكومة المقاومة الشرعيه في قطاع غزة مدعوماً من رموز أنظمة التخاذل العربي المعروفه، قام أبو مازن بالأشهر الأخيرة بعشرات الزيارات الى الكثير من العواصم العربية والأجنبيه بهدف هدر دم الفلسطينيين وحماس في قطاع غزة وعزله ودفعه داخل النيران الاسرائيلية من أجل العودة الى حكمه فوق الدبابات الاسرائيلية كما فعل أعوان أمريكا في العراق.
أقنع أبو مازن العديد من هذه الدول التي زارها بعدم شرعية حكم حماس وبأنها حركة ارهابية، أخر هذه الزيارات كانت لروسيا فقد قبض ثمن تغيير موقفها من حكومة حماس بعد قيامة بزيارة الشيشان الواقعه تحت الاحتلال الروسي، وقد رأى الروس في هذه الزيارة اعترافاً بحكمهم القهري لهذا القطر الاسلامي الذي يسعى لنيل الاستقلال ووقف دائماً الى جانب نضال الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه.
أما الاسرائيليون فان أهدافهم من هذا العدوان هو تحويل الدم
الفلسطيني في قطاع غزة الى بطاقات انتخابية للاحزاب الصهيونيه في الانتخابات القادمة، كما أن اولمرت الذي يحتضر سياسياً ومعه ليفني يحاولان رد اعتبارهما من فشلهما وهزيمة اسرائيل المعنوية والاستراتيجية في حربها الأخيرة ضد المقاومة اللبنانية.
الشيء المؤكد أن العدوان الاسرائيلي سوف يفشل وسوف يرتد الى نحور من يقومون به لأن شجرة الظلم لا تثمر والشيء المؤكد أكثر أن الشعب الفلسطيني أصبح بحاجة الى منظمة فلسطينية تليق بتاريخ نضاله وبحاضره ومستقبله.

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.66
USD
3.95
EUR
4.62
GBP
259584.10
BTC
0.51
CNY