الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 22:01

في الحِلّ والترحال

بقلم: يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 26/08/22 23:13


في الحِلّ والترحال
القلب أرشيفُ التَوَطُن والرحيلْ
رصَدَ الرياحَ التي نسجت رمالاً
تحت أقدام القوافل والجحافلْ..
تتغير الأنماط والأشكالُ
في نهج المَواطن والمحافل..
ويبقى دائما كلُّ ما جمع الأحبةَ والرفاقْ..
رحل الأحبةُ والرفاقُ ولم نودِّعْ جُلَّهمْ
لكن الزِقاقَ، أمام من عبروا وعادوا،
يظلُّ هو الزقاقْ..
لا ترحلُ الأفرانُ مهما تعَتَّقَ مجدُها،
تبقى روحُها مثلما كانت في عهدها الأول..
عبَقُ الرغيفِ ما فتئَ المهيمنُ
في انبعاثات الهواء على بواكير الصباحْ..
يُذَكِّر بالرفاقِ، وبالتشرُّدِ، والفراقْ..
للزعتر البلديِّ سحرٌ
يتزوجُ المشتاقَ يوماً
ولا يجوز له الطلاقْ..
الحب ظاهرةٌ لا يُعَرِّفها كلامٌ أو سُكوت..
هي طاقةٌ جبارةٌ تتحرك الدنيا على ايقاعها..
وهي روحٌ تعيش بنا.. ونموتُ نحنُ ولا تموتْ..
***
بيارات يافا اقتُلِعَتْ
لتغيير المعالم في المدينةِ
كي تُسَوَّغ خِلسةً لسُّكانٍ جُددْ..
كلُّ شيءٍ ظلَّ في غُرف المنازلِ
ما عدا أطفالَها ونساءَها
ومَن ظلَّ على قيد الحياةِ من الرجالْ..
طُردوا جميعاً دون الملابسِ والمَحافظِ والدواءْ..
لكنْ رغم كل الهدم والتشويهِ
ظلت يافا، كاسمها؛ كنز الروائعِ والجمالْ..
إن كنتَ تعشقُ سحرَ عكا وحيفا
ستعشقُ دون، شكٍ، سحرَ يافا..
***
عيني على قبرِ الرفيقِ
فلا أرى قبراً ينامُ بلا حِراكْ..
أرى رفيقاً يسيرُ معي في كل دربٍ
عضَّ لي قدماً..
نخوض معا جدالا لا ينتهي
ونبحثُ عن إجاباتٍ
لأسئلةٍ لا جوابَ لها..
كُنا صغاراً في مداركنا
ولكنَّا تَعاليْنا على كُتب الصغارْ..
تأبَّطْنا الكُتبَ السِمان لعلنا
نجد المعاني حول فلسفة البقاءْ..
لم نُحجمْ عن التسلُّقِ
فوقَ صرحٍ في الهواء..
نتلفتُ الآن نحوَ ماضينا
فنُعلن أن دنيا الأمس أجْمَلْ..
هل تتغير الدنيا؟
أم التغَيُّرُ من شِيَمِ البصائرِ والعيونْ؟
عيني على قبر الرفيقِ..
وفجأةً رحلَ النهارْ..
يا ليلُ ارحلْ!
سألعبُ في الصباحِ مع الصغارْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة