الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

سامي أبو شحادة و"التيار الثالث"- هل اقتربت نهاية المشتركة؟

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 21/08/22 13:35,  حُتلن: 16:16

أعترف بأني لست من مؤيدي انتخابات الكنيست لا انتخاباً ولا ترشيحاً، لكني كإعلامي متمرس منذ سنوات طويلة جدا، فممن حق القراء علي أن أقدم لهم بين فترة وأخرى موقفي من المنافسات الجارية الآن بين الأحزاب المرشحة للكنيست. النائب سامي أبو شحادة " الرجل الأول " في التجمع، تحدث على صفحته يوم السبت عن تصوره للإنتخابات المقبلة حزبياً. أبو شحادة، عضو الكنيست الوحيد عن "التجمع" في القأئمة المشتركة التي يديرها ويرأسها النائب الجبهوي أيمن عودة، فاجأنا بتصريحاته التي لم تتناول كيفية سير المعركة الانتخابية المقبلة في إطار القائمة الأم "المشتركة" بل تحدث عن تيار ثالث.


النائب أبو شحادة، يقول " إن التجمع يطرح بناء تيار ثالث مختلف ببرنامجه السياسي عن الفترة التي كانت في السنوات الأخيرة" والمقصود هنا، تيار جديد غير "المشتركة" و "الموحدة" يعني تيار له برنامج سياسي جديد يختلف " عن الفترة التي كانت في السنوات الأخيرة". ولكن ماذا يريد أبو شحادة؟ لقد قالها بصراحة:" نريد ان نتحدث الى عقول وقلوب ووجدان أهلنا وناسنا في كل قرية ومدينة".


واضح أن النائب أبو شحادة اكتشف أن مشروع المشتركة هو مشروع فاشل ويجب مراجعته بجدية وما السبب فيا ذلك؟ وجود عدة أخطاء وتراجع كبير في نسبة التصويت والخطاب السياسي والمشروع المطروح للناس. حسب قوله. وبما أن النقد البناء مطلوب، فأسمح لنفسي القول أن التجمع كان جزءاً من المشتركة في الفترة السابقة، وقد يقول البعض ان التجمع يتحمل أيضاً مسؤولية فشل المشتركة.


قد يكون هذا البعض على حق. لكن ايو شحادة يرد على ذلك بالقول: "نحن اردنا المشتركة أن تكون جزءأ من مشروعنا لتنظيم الأقلية الفلسطينية في الداخل على أساس قومي وهي ليست كذلك ووصل مشروع المشتركة الى مرحلة لم نكن نريدها".
ويبدو أن التجمع تعلم درساً من القبول في عضوية "المشتركة" إذ يقول سامي أبو شحادة بصراحة:" علينا ان نعترف بالأخطاء، من أجل ان نتعلم منها ونعود للناس بخطاب وطني ديمقراطي واضح نطلب فيه ثقة الجمهور". إذاً سامي أبو شحادة يعول على الجمهور. لكن هل يعتقد أبو شحادة بأن خطابه سيلقى آذاناً صاغية لدى الجمهور ؟ المشكلة يا عزيزي سامي أن الجمهور وأعني الناخبين في غالبيتهم ليسوا على درجة عالية من الوعي السياسي وفهم المقروء والمسموع، والرهان عليه فيه نوع من المجازفة.


عضو الكنيست أبو شحادة استهدف في تصريحاته، كما أعتقد، إيصال ثلاث رسائل: أولها "للمشتركة وثانيها "للموحدة"والثالثة للمجتمع العربي. الأولى مفادها أن التجمع لا يرى أن "الجبهة" بشيوعيتها قادرة على مواجهة قانون القومية والعنصرية في إسرائيل ما دام أيمن عودة يسمي صهيونياً لرئاسة الحكومة. والرسالة الثانية موجهة لمنصور عباس مفادها أن نهج "الإسلامية الجنوبية" الحركة الأم "للموحدة"، يعتبر الميزانيات للمجتمع العربي هي الحل بمعنى أن الخلاف على ميزانيات وأموال وليس النضال ضد مشروع استعماري استيطاني يعزز الفوقية والعنصرية. وهذا النهج فشل تماماً لأن القضايا الأساسية للمجتمع العربي أكبر بكثير من المال. والرسالة الثالثة تتضمن مخاطبة الشارع العربي ودغدغة عواطفه وإقناعه ببرنامج "التيار الثالث" اعتماداً على "حالة تدهور الخطاب السياسي بشكل كبير جدًا".


والملاحظ وجود رسالة مبطنة للنائب أحمد طيبي، لأن أبو شحادة يقول في تصريحاته:" "أي شريك يرى ببرنامجنا السياسي مناسبًا له نحن نرحب بذلك وفقًا لاتفاق على البرنامج الذي سنتوجه فيه لنيّل ثقة الناس في الانتخابات"
والسؤال المطروح: هل اقتربت نهاية المشتركة؟ وهل يفعلها د.أحمد طيبي ويلتحق بركب "التجمع" أم يبقى متمسكاً بالمشتركة مع الحليف التقليدي أيمن عودة، على اعتبار أن الطيبي يريد بالدرجة الأولى البقاء في الكنيست، وعضويته في المشتركة يعتبرها ضمانة لبقائه.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة