الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 20:02

متنفَّس عبرَ القضبان (63)/ بقلم: حسن عبادي

حسن عبادي
نُشر: 16/08/22 10:01

بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
عقّب الصديق الزعتريّ غازي العلي من المنافي: "الحرية فجر قريب فلا تقنطوا من رحمة الله ... بوركت جهودكم عزيزي... أشعر أحيانا بعجزنا أمام صمود أسرانا وراء القضبان... فلا بد لليل أن ينجلي... ولا بد للقيد أن ينكسر. بارككم الله ورعاكم ووفق خطاكم."
أمّا الصديقة الأيقونة عائشة عودة فعقّبت: "رائع هذا اللقاء ورائعة أخبار الأسرى وهذا النفس النضالي الذي يخلق أفق الحرية في الصميم الإنساني. لتثمر مبادرتك أستاذ حسن ينابيع نور كثيرة تنبع وتتدفق من إرادة مناضلاتنا ومناضلينا في السجون الإسرائيلية".
أما الصديق عبد الكريم زيادة فعقّب: "روعاتك وأنت تجعلنا بين الأسرى دائمًا. كل التحيات لهم".

"فِش إيش نخسر غير برش هالحديد!"
غادرت حيفا فجر الخميس 4 آب 2022 ووِجهتي سجن نفحة الصحراوي، يرافقني صديقي ظافر شوربجي نديمًا وسائقًا، واستغرقت الطريق ثلاث ساعات ونصف!
التقيت بدايةً الأسير جمال عبد الفتاح صبيح الهور[1]؛ وهذا اللقاء الوجاهي الأوّل، عرفته عبر كتاباته ومخطوطة رواية جديدة اختار لها عنوانًا "المنسيّون".
حدّثني عن مشاهدته وزملاء القسم لبرنامج "موعد مع الحرية" على قناة الأقصى الفضائية ومشاركتي، وكذلك عن صديقنا المشترك الروائي وليد الهودلي والكاتب فراس حج محمد.
أعتقل جمال يوم 10.04.1997 وما زال خلف القضبان، يقول إنّ الخطيئة الكبرى عدم الصراخ لإنهاء ملف الأسرى، ويتساءل بحرقة: "الأسرى مكبّلين ليش"؟ "فِش إيش نخسر غير برش هالحديد!"
ناقشنا مطوّلًا فكرة مشروع روايته "المنسيون" واقترحت عليه عنوانًا "أجراس الحريّة" فيتوجّب قرع جدران الخزان علّها تقرع أجراس الحريّة المشتهاة، فلا أحد يسمع صراخ الساكت.
مرّت الساعات مُسرعة وجمال يحدّثني بحماس عن فوبيا الأسرى من السلطة، آملًا بحُريّة قريبة له ولرفاق دربه.
" نقمة أسير"
بعد لقائي بجمال في سجن نفحة الصحراويّ، أطلّ الأسير ضياء زكريا شاكر الفالوجي (الآغا) [2] بابتسامته الطفوليّة، وبعد التحية أخذ يستفسر عن مشاركة والدته في المؤتمر السابع للتحالف التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين (مشاركة عبر شريط مصوّر نتيجة حرمانها من تأشيرة الدخول للسويد).
حدّثني عن نقمة زملاء الأسر حيال عدم طرح قضيّتهم خلال زيارة بايدن وتبخّر الدفعة الرابعة لصفقة التبادل وإسكات صوتهم كي لا يتعكّر مزاج اللقاء.
خبّرني عن تقدّم تعلّمه داخل الأسر؛ بكالوريوس حقوق وتاريخ واجتماعيات، والمرحلة النهائية لدراسة الماجستير، اقتصاد وعلوم سياسيّة، لمن أنهى التوجيهي خلف القضبان.
يعمل على كتابة تجربته في الأسر وتحضير لفيلم مع إليسار لتوثيق التجربة الاعتقالية وما سبقها.
تحدّث عن وضعه الصحي، نقصان الوزن والفحوصات الطبيّة والظروف الصحيّة داخل أسوار السجن وقضبانه.
بعث برسالة شكر وتحيّة للتحالف ولكلّ من يهتم بقضايا أسرانا.

لكُم أعزاءي جمال وضياء كلّ التحيات، والحريّة القريبة لكم ولجميع أسرى الحريّة.
حيفا آب 2022
========
[1] الأسير جمال الهور، اعتقل يوم 17 تشرين الثاني 1997، حكمت عليه المحكمة العسكريّة الإسرائيليّة بالسجن المؤبد 5 مرات بالإضافة إلى 18عامًا.
[2] الأسير ضياء الآغا، اعتقل يوم 10 أيلول 1992، حكمت عليه المحكمة العسكريّة الإسرائيليّة بالسجن المؤبد مدى الحياة.
 

مقالات متعلقة