الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 03:02

قالت الزيتونة/ بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 08/08/22 08:11

صَوْمعةُ القمحِ لم يعدْ بها قمحٌ
فصارت مسْكَناً للجرذان والعقارِبْ..
حقولُ القمحِ أقفرتْ..
صارت تجوعُ فيها الطيورُ والجنادبْ..
صوْمعة الصلاةِ
لم يعد بها رهبانْ..
صارت ملجأً للبومِ والثعبانْ..
وأنا بين صومعةٍ وأخرى
أبحثُ عن مكانْ..
يشدني إليه الانتماءْ..
أراهُ يُخرجُ الربيعَ
من رحم الشتاءْ..
الزعترُ البلديُ ما زالَ صامداً..
وأما سارقُ البستانْ
فيسعى لاقتناص فُسحةَ الأمانِ
من فوهةِ البركانْ..
***
سألتُ زيتونةً:
هل تغيَّرَ الزمانُ
أم تغير الإنسانْ؟
قالتْ: أنا هنا منذ القِدَمْ..
جُذوري تنسجُ اللُّحمةَ
بين الصَخر والترابْ..
هنا شهِدتُ تعاقُبَ الفاتحينَ والغزاةْ..
لم تَهُن كرامتي
تحت رايات الإغريقِ والرومانْ..
ثم باركتني الآياتُ الحِسانْ..
رأيتُ القدسَ كيف صدّت
هجمةَ الزور والبُهتانْ..
ليس ثابتاً هذا الزمانْ..
أنظرْ حولَكَ كي ترى سارقَ البستانْ
يحاول أن يغزِلَ من خُيوط العنكبوتِ
خوذةَ الأمانْ..
أنظرْ حولكَ كي ترى
بعضَ أنواع البَشَرْ
ممن آثروا دُروبَ الذُّل والهَوانْ..
فألقوا شِباكَهُم في مُستنقَعِ
البطشِ والعُدوانْ..
قلتُ للزيتونة العتيقةْ:
ستظلّينَ دائماً
منارةً للحقِ والفُرقانْ..
من ورِث الزيتونَ عن أبٍ وجدّْ..
من آمن بالزيتونِ
عهدا من السماء للإنسانْ
لم يهنْ.. ولن يُهانْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة