الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 01:02

أَقِمِ الصَّلاةَ

شعر: محمود مرعي

محمود مرعي
نُشر: 06/08/22 09:36,  حُتلن: 12:47

أَقِمِ الصَّلاةَ لِشامَةِ الـمَلَكاتِ.. وَاحْمِلْ إِلى الآتينَ خَيْرَ وَصاةِ

بَلِّغْهُمُ أَنَّ الزَّمانَ تَفَتَّقَتْ.. أَضْلاعُهُ غِلًّا وَشَرِّ جُناةِ

شَرُّ الجُناةِ عِدًى بِثَوْبِ أُخُوَّةٍ.. وَأَقارِبٌ بَدَأُوا بِنا الطَّعَناتِ

لِيُعَدِّلوا مَيْلَ الزَّمانِ بِقَطْفِهِمْ.. وَإِزالَةِ الأَنْجاسِ وَالنَّجِساتِ

وَاذْكُرْ مَآثِرَ ثُلَّةٍ زَحَفَ الرَّدى.. لِعِناقِها، رَدَّتْهُ دونَ حَياةِ

في أَرْضِ غَزَّةَ، هَلْ كَغَزَّةَ بُقْعَةٌ.. بِحِصارِها الـمُمْتَدِّ في السَّنَواتِ؟

وَهَنَتْ نُيوبُ حِصارِها، وَصُمودُها.. ثَرُّ الـمَنابِعِ سائِغُ الشُّرُباتِ

وَافْضَحْ جُموعَ الأَدْعِياءِ وَلا تَذَرْ.. وَافْضَحْ مَخازي ثُلَّةِ العَرْصاتِ

أَقِمِ الصَّلاةَ لِشامَةٍ نَهَضَتْ بِما.. أَعْيا العُروبَةَ، وَاسْتَقِمْ لِصلاةِ

وَبِلا وُضوءٍ فَالتَّيَمُّمُ مُجْزِئٌ.. في جاحِمِ الغَمَراتِ وَالهَدَّاتِ

وَعلى رُبى الأَنْقاضِ فَاسْجُدْ خاشِعًا.. وَبِحَضْرَةِ الأَشْلاءِ مُنْتَثِراتِ

وَاسْتَنْطِقِ الأَيَّامَ عَنْ خَورِ الأُلى.. باعوا السِّلاحَ بِلَيْلَةِ الغَنِجاتِ

وَتَصايَحوا بِاسْمِ القَضِيَّةِ وَانْتَحَوْا.. بِالرَّاقِصاتِ لِنَشْوَةِ اللَّذَّاتِ

فَإِذا البَنادِقُ في الفَنادِقِ لُعْبَةٌ.. وَالصَّوْتُ كَيْ يُخْفوا صَدى الفَقَحاتِ

وَتَفاخَروا في غابِرٍ مُتَهالِكٍ.. مُتَسارِعٍ لِلْمَوْتِ دونَ أَناةِ

وَبِأَوَّلِ الطَّلَقاتِ قَدْ فازوا وَما.. بَدْءُ الـمَسيرِ كَآخِرِ الخُطُواتِ

عاشوا عَلى وَهْمٍ تَغَذَّى مِنْهُمُ.. بَلْ أَطْعَموهُ مَحافِلَ الحَظَواتِ

فَإِذا الهُروبُ بُطولَةٌ في حِنْكَةٍ.. وَإِذا الخِيانَةُ خيرَةُ الرَّاياتِ

يا دُرَّةَ الشَّرْقِ الأَعَزِّ بِرَغْمِ ما.. تَلِدُ اللَّيالي مِنْ خِباثِ الذَّاتِ

هَبَّتْ عَلَيْكِ نَسائِمُ الجَنَّاتِ.. أَلْقَتْ عَلَيْكِ الوَرْدَ بِالباقاتِ

فَتَناثَرَ العَبَقُ الـمُبيدُ مَذَلَّةً.. يَغْشى البُيوتَ، يَهيجُ في الطُّرُقاتِ

يُنْشي الجَميعَ وَقَدْ هَمى بِعَبيرِهِ.. في الحَقْلِ في السَّاحاتِ في الحاراتِ

وَطَغى أَذانُكِ في البِلادِ مُجَلْجِلًا.. لا صَوْتَ يَعْلو صَوْتَ فَضِّ سُباتِ

وَانْظُرْ جُموعَ السَّاجِدينَ تَحُفُّهُمْ.. حورٌ شَمَمْنَ الوَرْدَ في الجَنَّاتِ

وَحَطَطْنَ مِنْ قَبْلِ ارْتِدادِ الطَّرْفِ قَدْ.. جُزْنَ الضِّياءَ بِسُرْعَةِ النَّفَراتِ

يا أَنْتِ، وَحْدَكِ في البِلادِ حَقيقَةٌ.. وَالكُلُّ حَوْلَكِ خائِرُ العَزَماتَ

فَثِبي وَلا تَرْجي وُثوبَ مُخَدَّرٍ.. فَالفَجْرُ ميعادٌ لِذي الوَثَباتِ

وَدَعي كِلابَ الشَّرْقِ في أَقْفاصِهِمْ.. فَقَدِ انْتَهَوْا مِنْ سالِفِ الفَتَراتِ

زُعَماءَ مِنْ حَجَرٍ، هَياكِلَ نُصِّبَتْ.. فَوْقَ العُروشِ لِكَسْرِ خَيْرِ قَناةِ

لا يَغْضَبونَ وَلَوْ تُباحُ نِساؤُهُمْ.. لِقَوافِلِ الشُّذَّاذِ وَالأَشْتاتِ

خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ بِلا رِكْزٍ وَلا.. نَفَسٍ يُشيرُ إِلى انْعِدامِ وَفاةِ

مَوْتى سَرابِ الرَّغْدِ رَغْمَ شُخوصِهِمْ.. فَوْقَ الحَياةِ، فَهُمْ أَخَسُّ مَواتِ

فَالأَصْلُ في الأَحْياءِ نَفْيُ مَماتِهِمْ.. لا نَفْيَ نَفْيِ الـمَوْتِ وَالرَّقَداتِ

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة