الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

المشروع السياسي العربي الأوسع .. منصور -بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 30/07/22 22:24

كما البلوغ الانساني ، هناك البلوغ السياسي ، الذي وصل اليه كثيرٌ مِنا في هذه المرحلة المفصلية من السياسة الاسرائيلية ، هذا البلوغ الذي تمثّلُه القائمة الموحّدة ،  والتي كلما تقدمت في مسيرتها إزدادت وضوحا وشفافية ، وأثبتت  لكل عريي ان حقوقنا من الممكن تحقيقها ، ووجودنا حق علينا تثبيته ، ومستقبلنا متاح ضمانه ، وفق تدرج معين قد تزداد وتيرته مع ازدياد بلوغنا السياسي ، وثبات يقيننا بأن معظم الاطراف السياسية الاسرائلية تريدنا في الكنيست ليس كمنافس حقيقي وليس كشريك ، وإنما طرفا مشاهدا هامشيا يقبل بما يُلقى له من فُتاتٍ كما عوّدتهم الاحزاب العربية التقليدية ، فهل نحقق لهم مرادهم ؟  ام نُسلّم كل اوراقنا لمجرد ان طرفا يُخوّننا ؟ او آخر يعلن انه لا يقبل الجلوس معنا ؟! 

فتحريض اليمين الأرعن ضد شخص منصور ، والذي تزيد وتيرته يوما بعد يوم ، ما هو الا دليل اخر على قوة نهجه وتاثيره على الساحة السياسة الاسرائيلية ، وإعتباره منافسا حقيقيا قد فرض نفسه رغما عنهم واستطاع إبعادهم  عن سدّة الحكم . فاليمين لا ينظم مظاهرات متتابعة كالتي تترصد منصور كما حدث اليوم في الندوة الاعلامية في رمات هشارون فقط من اجل التشويش عليه وانما هي محاولة لزرع بلبلة بين الجماهير اليهودية المتزايد تعطشها للاستماع إلى أفكاره . 

نعم ، لقد قلتُ الجماهير اليهودية ، ولم تصدر عني هذه الكلمة سهوا ، فالمتتبع الحذر لتصريحات السيدان منصور ووليد ، يجدهم قد تعدّوا ومنذ اشهر الخطاب العريي الداخلي ، ليشملوا بخطابهم كل اسرائيلي قد ارتأى في التعايش العادل طريقا ، ليضعوا بذلك على طاولة الناخب الاسرائيلي طرحا مُحتلناً جريئا وصريحا قد شمل كل الاطياف العربية من جهة ، ومن الاخرى يعمل على استقطاب وجذب بواقي اليسار الاسرائيلي ،  ليكون بذلك قد قطع كل الطرق على طرح حزب الجبهة العربي الاسرائيل دائم التقلص ، والذي سيطر على الوسط العربي ولجنة متباعته سنين طويلة دون انجازات حقيقية . 

فمع زيادة رقعة التأثير التي تحقّقها الموحدة ، ستتزايد حملات التحريض ضدّها ، ولا استغرب انها وعن قريب ستشمل المركز واليسار الاسرائيلي ، بدءا بمن كانوا معهم في إئتلاف واحد ، وذلك لان طرح الموحدة هو الطرح الوحيد الذي ينادي كل الاطياف ، ويشمل كل المتفق عليه ، ولا يستثني احدا قد يمد يد التعاون اليه ، ليضعه ذلك على طريق المشروع الاوسع والبيت الاكبر للتاثير في الساحة الاسرائيلية فيما يصب في مصلحة الجميع . 

فكلما حرّضوا ضد الموحدة ازدادت قوة ، وكلما طعنوا في طرحها ازدادت شمولية ، وكلما بخسوا في انجازاتها أمدّتهم بإنجاز اخر ..  ليكون هذا جانب واحد من اسباب نجاح الموحدة وتفوّفها على كل الاحزاب العربية التاريخية خلال بضعة شهور ، ونجاهها في اختراق صفوف السياسة الاسرائيلية وفرض نفسها على الجميع .

مقالات متعلقة