الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 03:01

الأساطير لون من ألوان الحياة - عوض

العرب - الناصرة
نُشر: 11/12/08 15:23

كانت الأساطير للأنسان الأول وسيلة للتأمل في الطبيعة وفهمها, لم يكن الأنسان قد أستطاع بعد أن يحلل الظواهر ويمنطق الأسباب والنتائج, فوصفها كلها في رموز تعكس طريقته في الحياة, وتحمل في ثناياها كل ما يعرفه من توق وخوف ودهشة وشهوة, أزاء البقاء والموت والخلود .
وعندما تبلورت الطرق الفلسفية  في محاولة فهم الكون ,ثم توالت المكتشفات العلمية التي دللت على وجود قوانين ثابتة في الطبيعة تنشأ عنها الظواهر التي يجب أن يبطل عجب الأنسان إزاءها ,بقيت الأساطير على قوتها في إثارة الإنسان  وتصوير مجابهته لمعضلات البقاء والموت والخلود , وما يتصل بها من تجارب وفكر , وعواطف ,كالأحلام والحب والألم والقدر .
وذالك  أن العلم بقوانينه وذهنيته ومنطقيته , يجعل من الحقائق مجردات لا تفي , فيما يبدو  ,حاجة الإنسان كلياً , ولاتقضي على الناحية اللا عقلانية فيه , بينما الأساطير بأشخاصها وحركتها تجسد نواحي نفسية , عميقة الجذور في الإنسان وعظيمة الخطر في حياته .
 لقد غدت الأساطير مع الزمن رموزاً لتجربة الإنسان الأولى للحياة , هذه التجربة الطويلة التي رسبت الى أعماق اللا واعي الجماعي عند كل واحد منا .
وما عشقنا للقصص والأفلام إلا ضرب من العودة الى هذه الأساطير  وأستثارتها ,  لتجسد لنا كل مرة ذكرياتنا الغسقية ومعضلاتنا الأبدية في أنماط تدنيناً من فهم الحياة.
فإذا فهمنا الأساطير على النحو , أتضحت قيمتها في  أدبنا الحديث ,وأنا لا أعني بذالك ,بالطبع , مجرد كتابة هذه الأساطير ثانية , أو مجرد الأشارة الى أشخاصها للتعكز عليهم , بل أعني تضمينها والأستمداد من معانيها وأستخدامها كهياكل داخلية لأشكال جديدة , أن فيها دائماً طاقة أيجابية يجب أن  نحذق خزنها في أبداعنا الحديث...

مقالات متعلقة