الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 14:02

أساليب تربوية خاطئة

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 14/07/22 07:26,  حُتلن: 09:41

هناك بعض الاباء لا يزالوا يستعملون أسلوب الضرب والقسوة بتربية أولاده أو اجبارهم على عمل ما او الالتزام بتنفيذ ما يرغبه الاب وليس ما يرغبه الابن، ضاربين بعرض الحائط مقولة سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه , لا تربوا ابنائكم كما رباكم آباؤكم فقد خلقوا لزمان غير زمانكم ويجهلون التغيرات التي حصلت في العالم نتيجة الانفتاح نحو العالم نتيجة الثورة التكنولوجية التي جعلت العالم قرية واحدة, ولم يدركوا ان لكل جيل صفاته وميزاته ، فيقوم الأب بالضرب كنوع من التأديب بإلزام ابنه بأمور معينة وهو لا يعلم بأن أسلوب الضرب والإكراه هو الذي يكره الطفل ، وبالنهاية فان الضرب سيجعل الطفل عند الكبر منحرفا ويقوم بجميع أنواع الفساد، كطريقة اقتصاص لنفسه أولا ومن والديه ثانيا.


وكلنا يعرف ان الفرد ابن بيئته يتأثر ويؤثر فيها ، وتربية الأبناء في زمننا أصعب مما كان عليه في الماضي ، فقبل عدة عقود كان الطفل يولد ويموت وهو غالبا لم يخرج من بلده ، وينشأ ويتربى على أفكار أسرته وأبناء بلده ومجتمعه ، ولم يكن للطفل إمكانية للاطلاع على أفكار وثقافات المجتمعات الأخرى لغياب وسائل الاتصال ، أما اليوم فجميع الأفكار السلبية والإيجابية بين يديه، عن طريق الهاتف المحمول واليوتيوب والانترنت ومحطات التلفاز الهابطة ، والمسلسلات والأفلام التي تغرس أفكار المجتمعات التي أنتجت هذه الأفلام.

وبالرغم من كل هذه الصعوبات التي تواجه العملية التربوية في الاسرة والمدرسة، تجد بعض أولياء أمور يتصرفون بقسوة اتجاه أولادهم واحيانا اهمال التربية الاسرية ، وتسأل نفسك ما هي الرسالة التربوية التي يرسلونها الاباء لاولادهم ، وإذا كانت هذه طريقة تعامل أولياء الأمور مع أولادهم والتي من الطبيعي يجب أن تكون بأحسن صورة، فما هي طريقة التربية المتبعة بالاسرة ، وبهذه الحالة من الطبيعي أن تكون النتيجة التربوية سيئة، ثم نقول ان هذا الجيل متمرد وابتعد عن عاداتنا وتقاليدنا وقيمنا ,فما يعاني منه مجتمعنا اليوم من عنف وقتل وفوضى هو نتيجة الأساليب التربوية الخاطئة والإهمال التربوي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة