الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 01:01

المؤلفات والترجمات في أدب وشعر وهيب نديم وهبة

بقلم: نايف خوري

نايف خوري
نُشر: 05/06/22 08:45

الأديب الشاعر وهيب نديم وهبة غزير الإنتاج، ويحرص على ترجمة إبداعاته إلى لغات العالم.. بدءا من العبرية مرورا بالإنجليزية وإلى الفرنسية وسواها من الترجمات التي تسهم في نشر كلمته في أطر غير محصورة ومجتمعات غير محدودة، فهذه هي ميزة الطامحين نحو العالمية.


لا يكتب وهيب من أجل شعوب الأرض، ولكنه يخاطبهم بلغته ولسانه، وأفكاره ومشاعره، ويسمو بمواضيعه التي يعالجها إلى رقي تلك الشعوب. إنه يتحدث في كتابة تولد في الألوان باللغتين العربية والإنجليزية قائلا:
"كاحتفال الكحل في نجل العيون العاشقة، كابتهال معابد السحر، النور، الفرح الاستوائي، في مساءات جنون عبق البن العربي.. رمت على باب القلب وردة ومشت حتى شرفة الروح".
هذه الرقة والشفافية والعواطف المنطلقة نحو كل قلب وكل روح، تدعو القلوب والأرواح إلى الاستقرار والطمأنينة والمحبة التي لا يحدّها أي عائق.


وفي كتابة "الجنة" الذي يندرج في سياق مسرحة القصيدة العربية، يكشف أهمية ما قام به الرسل والأنبياء الذين يحملون الرسائل السماوية إلى البشر، ويؤكد أن هذه الرسالات لم تأت عبثا ولا عبئا بل هي نهج حياة وسبيل هداية. ويقول:


"جاءت الرياح، كمثل الرماح تدقّ عنان الفكر. جاءت تفتح للقادم من غابات التصوف، ووجع الأرض، عذاب الملايين أمام البوابة الخضراء.. لهذا استيقظت على صراخ الأرض والإنسان. كي أعطي للقادم معالم الطريق".


"تولد في الألوان" هذه المجموعة الشعرية التي سحرت ألباب قراء العربية والعبرية على حد سواء، يخاطب وهيب الإنسان وكل إنسان، هذا ما يحرص على تقديمه، يخاطب عشاق الروح والسارحين في المدى، والهائمين على وجه الغمر، ويقول:
"توقفا قليلا ثم ابتعدا، تاركين خلفهما رائحة العشق تفوح في أرجاء المكان، وكان الباب الشاهد الوحيد أنها إنسان وأنه إنسان، وأـن ريشة الخالق رسمت الطبيعة بالألوان".


أما "عوالم تحت الأرض" فيزورها وهيب كالطير الذي سقط وسط حفرة في الجبل، ولكنه يحاول أن يرفع منها النفوس الظالمة، الظلم، الإجحاف، الغبن، الاضطهاد، الفقر، الجوع، الألم. فما هي الوسيلة الأفضل؟ يقول:
"يجب أن أحضن نفسي في النزول إلى أعماق الحفرة، هذا هو الهاجس الذي يسيطر على تفكيري. البحث، الاختراع، المجازفة، اكتشاف العالم المستور، هذا التوغل الفكري النابع من محبتي العميقة لكي أبصر العالم أجمل، أجمل للأجيال الحاضرة والقادمة".


ويحط بنا الاستعراض إلى الإبداعية الرائعة "مفاتيح السماء" التي أصدرت دار الشامل الفلسطينية النابلسية طبعتها الثامنة. في مطلع هذا العام 2022. ومن اللافت أن "المفاتيح" شاركت في جميع المعارض في الدول العربية كما إلى معرض لندن العالمي.. وقد ترجمها الشاعر والمترجم المصري حسن حجازي حسن، وصدرت طبعة خاصة بالعربية وبالإنجليزية في القاهرة في مصر. وعرضت في معرض القاهرة الدولي للكتاب عن طريق دار الأدهم للنشر. وألا يفوتنا منح "مفاتيح السماء" جائزة المتروبوليت نيقولاوس نعمان اللبنانية للفضائل الإنسانية على مستوى العالم العربي عام 2012.


ويقول وهيب في مفاتيحه: "كان هائما يحمل نهر الأردن، متوّجا من السماء، قاصدا أرض كنعان، وكنت صاعدا إلى ملكوت الكلمات.. يخاطبني الغمام ويحاورني الصدى، وينام تحت يدي مدى من الأزمنة".


فهذه السماويات تندرج في مسار الشاعر وهيب، الذي انتهجه وقطع شوطا في أسلوبه الروحي المتميز. وكان لي شرف المشاركة بهذه الإبداعية بكتابة مقدمتها التي جاءت متناسقة تماما مع فكر الشاعر ومضامين كتاباته، وأصبحت جزءا لا ينفصل عن المفاتيح.


أما إصداره "ما يرسم الغيم" فيرسم فيه وهيب لوحات الطفل الإنسان، الأم الإنسانة، العاشق الإنسان، الإنسانية التي تأبى التلوث والرضوخ للزمن حتى تكتمل فيها المعرفة، والحرف واللون.. يعمد وهيب على سياحة في الفكر والروح، يلتقط زهرة من هنا، وردة من هناك، قوس قزح من تلك الناحية ويلمها في باقة يقدمها إلى الإنسان.. ويقول: "القلب مفاتيح النظر إلى قلبي، إلى نقاء الثلج في روحي، إلى الفكر الهيولي في بهاء صفاء النفس.. لا تنظر إلى وجهي وشكلي ولون بشرتي، بل انظر إلى نار العشق والمحبة التي تنمو وتشتد وتزهر ثمارا في الإنسان".
هذه الإصدارات تجتمع معا لتؤلف الكاتب والشاعر المبدع وهيب، إنها كالمقدمة والتمهيد لما سيأتي من أعمال، تسبر غور النفوس والإنسانية وتخلد المشاعر والعواطف التي هي هبة من الله..


محبتي أخي وهيب

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة