الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 18:02

مسرح الذكريات-يوسف حمدان - نيويورك

يوسف حمدان -
نُشر: 21/05/22 23:42

مسرح الذكريات
في مسرح الذكرياتِ
بين الأهلِ والسَفَرْ
وجدتُ صورةً لها..
أرسلتُها على سحابةٍ
إلى عنوانها..
عندما عانقَت أنوارَها سحابةُ البريدْ
تحوَّلت إلى قمَرْ..
وعندما، بلهفةٍ، تلَقَّتْ الرسالةْ..
رأيتُ نفسي إلى جِوارها
مُستَأنِساً ببهجة السَمَرْ..
رأيتُ وجهها الوديعَ
مَعْرَضاً لأجملِ الصُوَرْ..
رأيتُ قي العينيْن سحراً
يبعثُ الحياةَ في قلب الحجَرْ..
يهب قلبي ثائراً على نِياطهِ:
إلى متى سأنتظرْ؟!
صبراً جميلاً أيها الفؤادْ!
نحن دائما على ميعادْ
سنلتقى على شاطئ البحيرةِ الهادئةْ..
نراقبُ النجومَ في السماءْ..
نراقب النجومَ ذاتها
مرسومةً على صفحةِ الماءْ..
***
هي الفرقدُ الذي أهتَدي به
كلما تُهتُ في زرقة البحر في يافا
وفي رهبة المباني العتيقةْ..
وعندما أهيمُ حائراً
في غرائب الزمان والمكانْ
هي التي تشُدُّني إلى ثوابت الحقيقةْ..
كلما غاصت الأقدامُ في رمالِ
شاطئِ العروسِ الناعِمةْ
يهزُّ وجداني دِفؤُها الرؤومْ..
هي التي تُعيدُ لي هدوءَ خاطري
بنظرة أو لمسةٍ رقيقةْ..
عندما أرى الياسمينَ
صاعداً على الجُدرانْ
أرى الوجوهَ التي شرّدَتْها نوائبُ الزمانْ..
وعندما أرى وجهَها الصبيَّ
مُفعَماً بقوة الإرادةْ
أرى جذوري مُلتَفَّةً
على جذور تاريخنا المنقوشَ في الجُدرانِ
أو جذوع السنديانْ..
نحن قومٌ.. مهما غزَت كرومَه
الوحوشُ والغربانْ..
لا يعرف الهَوانْ..
في مسرح الأيام والذكرياتْ
أرى في وجوه أولاد الحيِّ والبناتْ
إرادةً صلبةً كالصُّلبِ والحديدْ..
وفي عيونِهم أرى الغدَ الجديدْ..
أرى العهد القديمَ عائداً مظفراً
في ثوبِ عيدْ..
أرى ابتسامةً مُشرقةً تنسَلُّ من مُقلَتيْها
إلى وجهِ كل فجرٍ مُقبلٍ عتيدْ.
يوسف حمدان - نيويورك
 

مقالات متعلقة