الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 10:02

سيمفونية الصمت/ بقلم: معين أبو عبيد

معين أبو عبيد
نُشر: 10/05/22 11:55

للصمت حكايا وحكم وضجيج يطحن عظام الصدر وإيقاع يسمع ثنايا سطور النفس ولا يسمعه إلّا من ذاق مرارة وألم الحياة المركبة. ونحن، بني البشر، قد نكون في سباق مراثوني مع الزمن؛ إما أن نقتل التخلف أو يقتلنا التاريخ، وقد نكون جزءًا من سيمفونية هذا الكون الشائك، وقد تكون مستمعا أو عازفا أو ممثلا بارعا، فهل سألت نفسك مع شروق الشمس متى ستشرق أنت؟!
قال جبران: "أنتم تؤمنون بما تسمعونه يقال أمامكم فآمنوا بالأحرى بما لا يقال؛ لأن صمت الناس أقرب إلى الحقيقة من أقوالهم"
يأتي الصمت أحيانا بدون رغبة أكيدة، وأحيانا أخرى يكون الصمت مؤلما كثيرا يترك جرحا لا يزول، وفي ظروف معينة قد يكون قوة أو هزيمة. كلنا يحتاج إلى الصمت المطلق لنسمع أصواتنا التي بداخلنا، لنتواصل ونتحاور مع أنفسنا، فالصمت صوت لكنه بحاجة إلى روح تفهمه وضجيج بأصوات لا يملك الجميع القدرة على سماعها، وكلام بلغة غامضة ومشفرة وهي لغة العظماء تمنحنا الطاقة والتركيز والتفكير بعقلانية وأكثر موضوعية بعيدة عن المشاعر.
الصمت هو الصديق الوحيد الذي لا يمكن أن يخونك ويغدر بك أبد الدهر، وهذا هو العالم المتبقي لنا، إنه الصمت، الفن العظيم فهل سمع أحدكم صمتكم؟ أم أن كل من حولكم لم يتعرفوا على تلك الموجات الهادئة الأرجاء؟!
غالبا ما تكون الحقيقة واضحه كالشمس، ولكن من شدة وضوحها لا نستطيع النظر إليها...لكن احذر الاقتراب أو اللمس، ولو نطقت بها تكون قد مشيت عكس التيار، وأقدمت على الانتحار !
أما بالنسبة لي فإن صمتي يخاطب كل ما في الوجود والحياة؛ السماء، البحر، الشمس، الطير، والباري عز وجل خاصّة!
 

مقالات متعلقة