الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 09:02

ذاكرة منصور عباس ضعيفة في التاريخ الفلسطيني وقوية في التضليل

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 09/05/22 12:54,  حُتلن: 16:05

القائمة العربية الموحدة التي يرأسها منصور عباس، أعلنت أمس الأحد، وحسب خبر نشره موقع "العرب" أمس أيضاً، أنّه "على ما يبدو قد لا يشارك نوابها في جلسة التصويت على حل الكنيست والمقررة الأربعاء المُقبل".

واستناداً للخبر فإن جهات في المعارضة تخشى أن يكون عدم مشاركة الموحدة مناورة لمنع تقدم المعارضة بإقتراح القانون مجددًا مدة نصف عام، وفق أنظمة التصويت في الكنيست.


قد يكون هذا التخوف في محله، لأن منصور عباس، قالها بكل صراحة وبدون حياء أو خجل، انه لن يسقط الإئتلاف الحكومي فقد ذكر في تصريحات لصحيفة إيلاف السعودية:" إن القائمة الموحدة لن تسقط الحكومة الحالية، ولن تكون السبب في اسقاطها، والشراكة مبنية على احترام الاتفاقيات". وعن تجميد المشاركة بسبب احداث المسجد الأقصى قال عباس "إن المسألة دينية وإنه يعمل مع الملك الأردني والاوقاف على حل المسألة".


منصور عباس صرّح، في منشور له على صفحته عبر فيسبوك مساء السبت الماضي، "بأن موقف الموحدة في الائتلاف بالنسبة لملف المسجد الأقصى المبارك، سيتحدد بناء على مخرجات اجتماعات اللجنة الدولية الأردنية الإسرائيلية وقد أبلغت قيادة الحكومة، رئيسها ورئيسها البديل، بهذا الموقف الواضح والقاطع، وذلك بعد لقائي التشاوري مع جلالة الملك عبد الله الثاني قبل أسبوعين".


واضح تماما أن عباس يريد بموقفه هذا التهرب من انتهاكات حكومة بينيت المتكررة للمسجد الأقصى وي الحكومة القائمة على ائتلاف يدعمه منصور عباس وهو شريك فيه أيضاً، ويريد التنصل من المسؤولية ورميها على الجانب الأردني. رئيس الحكومة بينيت رد على منصور عباس الأحد في افتتاح جلسة الحكومة بالقول، "إن إسرائيل هي صاحبة السيادة في المسجد الأقصى وجميع القرارات المتعلقة تتخذها الحكومة دون إعارة أي اهتمام لاعتبارات خارجية ونرفض أي تدخل أجنبي في قراراتنا.".


بينيت أفهم شريكه في الائتلاف:"أن جميع القرارات المتعلقة بالمسجد الأقصى والقدس ستتخذ من قبل حكومة إسرائيل وهي صاحبة السيادة في القدس، الموحدة التي تشكل عاصمة لدولة واحدة فقط وهي إسرائيل بدون إعارة أي اهتمام باعتبارات خارجية". وعلى ما يبدو فإن رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس يعاني من ضعف (أو جهل) في الذاكرة فيما يتعلق بالتاريخ الفلسطيني الحديث نسبياً. يقول عباس في المقابلة:" القرار الفلسطيني الرسمي في منظمة التحرير الفلسطينية تجاهلنا تماما، يعني في عام 1987، المؤتمر الوطني الفلسطيني تحدث عن قيام دولة فلسطينية في الضفة وفي غزة والقدس، إلى جانب دولة إسرائيل".


لا أعرف عن أي مؤتمر فلسطيني جرى في ذلك العام، ومن المؤكد أن ذاكرة عباس خانته في التاريخ الفلسطيني، فالعام الذي شهد إعلان الدولة الفلسطينية هو العام 1988 في الجزائر حلال اجتماعات المحلس الوطني الفلسطيني وكنت أنا شخحصياً مشاركاً فيها عندما أعلن الراحل ياسر عرفات عن قيام الدولة الفلسطينية. أنا لا ألوم منصور عباس على عدم حفطه لهذا التاريخ، لأن اهتمامه مركز أكثر في تواريح قوانين تهم دولته العبرية مثل قانون القومية وقانون منع لم الشمل وغيرهما.
يدعي عباس في المقابلة:" بأن القائمة الموحدة ليست جزءأً من الحكومة بل هي جزء من الائتلاف الحكومي، ونحن لا نجلس حول طاولة الحكومة ونتخذ قرارات باسم حكومة إسرائيل". ما هذا التضليل يا أبا محمد. أنتم في الموحدة أساس بقاء الحكومة ولولاكم لما قامت هذه الحكومة بشهادتك أنت في المقابلة:" نحن في الائتلاف في اتفاق ائتلافي بيننا وبين الأحزاب التي شكلت هذه الحكومة"، والآن تحاول تبرئة قائمتكم من قرارات الحكومة؟ ألهذه الدرجة تريد استغباء المواطن العربي؟ وأمر آخر لم أفهمه مثل غيري كثيرين في المجتمع العربي: كيف أن : هذا الاتفاق كله جاء ليخدم مصالح مجتمعنا العربي في قضايا مختلفة، اجتماعية اقتصادية سياسية وتربوية".


لكن، ماذا سيفعل منصور عباس قي حال سقوط الحكومة لسبب أو لآخر ونتنياهو بحاجة للموحدة لتشكيل حكومة هل سيدعمه عباس؟ التدقيق في الرد يعني أن عباس عنده النية قي ذلك. وبما أن عباس معروف عنه براعته في النضليل وفنان في تقديم (جواب اللاجواب) يرد على ذلك بالقول:" أي حزب يريد أن يحافظ على استراتيجية سياسية يجب أن يتمتع بمرونة وقدرة على المناورة، اذا حصرت نفسك في موقف واحد أصبحت غير مؤثر، والقائمة العربية الموحدة تناور في كل الملعب السياسي".
فماذا يعني هذا الرد؟ يوجد تفسير واحد لذلك وهو أن "الموحدة" جاهزة للتعامل حتى مع "لشيطان" من أجل البفاء في الحكومة أياً كان رئيسها.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة