الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 22:01

نحن والصبار

بقلم: يوسف حمدان

يوسف حمدان
نُشر: 07/05/22 07:51,  حُتلن: 11:02

الصّبّارُ أمٌّ رؤومٌ حنونْ
أوراقهُ عريضةٌ.. طريةٌ..
هي التي تحملُ عذبَ الثَمرْ
وهي التي تؤدي وظيفةَ الغصونْ..
أشْواكهُ سلاحهُ - يهابها المُعتَدونْ..
آمنةٌ في حِضنهِ الزُهورْ..
وفي الربيع تملأُ الفضاءَ
بالحُبورِ والعُطورْ..


***


نحن والصّبّارُ صِنْوان صابرانْ..
أرضنا امرأةٌ حاملْ.. في حضنها
صَمدْنا دائماً أمامَ الغزْواتِ والزلازلْ..
خُضْرتُنا دائمةٌ في كل الفصولْ..
لا ننحني أمام الظُلمِ والهوانْ..
سلاحُنا الصبرُ والإيمانْ..
مهما جارت علينا الدهورُ والحِقَبْ..
تصُبُّ الشمسُ في عيوننا ضِياءَ الاطمئنانْ..
أمُّنا الأرضُ امرأةٌ حاملٌ..
لا بأسَ إن دمَّروا لنا المنازِلْ..
ننامُ في عريشة المقثاةْ..
أمُّنا أنجَبتْ لنا الجبالَ والماءَ والصحراءْ..
علمتنا أن نرعى النجومَ
عندما ننامُ في الخلاءْ..
علمتنا أنَّنا إن جفَّ وادينا
سيأتي غيثُنا من السماءْ..


***


علَمَتنا أمُّنا الأرضُ أنَّ من لا يعرفُ الصّبّارَ
يأكلُ الأشواكْ..
قالتْ لنا:
كالصّبّار أنتُم، أسنانُكم أشواكْ..
أوراقُكم غُصونْ..
إن قطعوا أوراقَكُم.. ثم لامست الأرضَ
تنمو من جديدْ..
قالت، وعلى مُحَيّاها ابتسامةُ المَلاكْ:
نحنُ نعشقُ السلامَ والوِئامْ..
لكنَّ طامعاً لا يعرفُنا،
إن أرادَ النَيْلَ مِنّا،
مصيرهُ الهلاكْ.

- نيويورك -

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة