الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 18:02

همسة عتاب لحمامة شارع الشجر/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 25/04/22 11:48

مع بعض الدفء الذي تسرّب في صباحات الأيّام القليلة الماضية، ومع بعض اشعاعات الشمس الخجولة تُنير وتسطع وتنعكس من على زجاج شبابيك الشقق والعمارت المنغرسة والمحيطة بشارع الشجر. بعض أشجاره الباسقة الخضراء تُناف ارتفاع أربعة أو خمسة أو حتى ستة طوابق من هذه العمارات، على الجانبين وعلى الميلين وعلى اليمين وعلى الشمال......."وحوبس يا أبو ميّالة، حوبس رُد الخيّالة، .. ومن عادانا لنعاديه وبالبارود نشنّع فيه، ... وكركز يا حليليّا على الشمال وماليا، حاميها أبو الفواخر، خيّال المهرة الأصيلة.
وأبو الفواخر هذا شخصية أسطوريّة، لكن نسخة منه وجدت في تونس أيام وجودنا المُكثّف هناك منذ سنوات الثمانينيّات حتى العودة إلى أرض الوطن مع اتفاق أسلو وملحقاته وتفرّعاته “وعجره وبجره" "وخندزالته" وذنبه وذيوله وسيوله
أبو الفواخر المصون هذا لديه ابن شاب بلغ سنّ الرشد واشتدّ ساعده وبدأتومظاهر الفحولة "تنفلر" منه.
تعرّف الابن على صبية تونسية "تحفونة مزيينة" جميلة الملامح والقدّ. أعجبته وأعجبها، حبّها واحبّته. فأراد أن يُكمل نصف دينه ويتزوّجها على كتاب الله وسُنّة رسوله الكريم.
ذهب أبو الفواخر إلى بيت عائلة الصبية التونسية كي يخطبها ويُزوّجها لابنه الشاب الجميلمفتول العضلات.
جلس مع الصبية المزيينة ومع عائلتها مُطوّلا ودردش معهم، وتحدّث معهم في تفصيلات كثيرة؟
يبدو أنّ الصبية قد أعجبت أبو الفواخر أيّما اعجاب، بل ربما انفتن بها وبجمالها وبفصاحتها.
أحبّها من كل قلبه وبكل جوارحه، لكن ليس ككنّة له، أي زوجة لابنه، ولكن كزوجة له، فخطبها لنفسه وتزوّجها هو، هكذا "فاقعا ابنه الغافل زمبة من العيار الثقيل!!!!!".
لقد سدّد طعنة نجلاء لابنه من وراء ظهره. وفاز أبو الفواخر بالصبية التحفونة، وبقي ابنه "المغدور المسكين" هائما على وجهه على شاطئ البحر يتفرّس في وجوه حوريّات البحر علّه يجد فيها عزاء أو حلّا سحريا للورطة التي أوقعه أبوه فيها!!!!!!
أخذ يذرع شاطئ البحر جيئة وذهابا، مرّات ومرّات، وهو يُردّد مقولة "أبو علاء المعرّي الشهيرة: " هذا ما جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد!!!!!".
استمر يذرع شاطئ البحر ذهابا وايابا حتى نزل في البحر بكامل ملابسه وشعر ببرودة مياه البحر المالحة.
همسة عتاب إلى حمامة شارع الشجر لأنّها رغم بعض الدفء تبثّه أشعة الشمس الالخجولة صباحا في هذه الأيام إلا أنها بقيت مُتوارية عن الأنظار ولم أسمع صوتها تُبرحم على فنن الشجرة الباسقة المقابلة لنافذتي المطلة على شارع الشجر.
ليس هذا فقط ولكنها أيضا لم تحطّ صباحا على حماية الشبّاك كما تفعل عادة في الصباحات الدافئة المشرقة الجميلة.
وأنا في هذا اتفهّمها وأعذرها وربما أتعاطف معها لانها ربما لم تستشعر بعد ولم تقتنع بسطوع أشعة الصباح ودفئها الكافي، وهي معها حق في هذا الشعور. قالشمس خجولة تبعث اشعاعات خجولة ودفئا خجولا.
الحمامة جميلة ناصعة البياض تضاهي الحمامة في الأغنية الشهيرة:" حمامة بيضا رفّت رفّت فوق راسي، حمامة بيضا يا حمامة يا حمامة ........
 

مقالات متعلقة