الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 03:02

متنفَّس عبرَ القضبان (52)/ بقلم: حسن عبادي

حسن عبادي
نُشر: 20/04/22 08:45

بدأت مشواري التواصليّ مع أسرى أحرار يكتبون رغم عتمة السجون في شهر حزيران 2019؛ تبيّن لي أنّ الكتابة خلف القضبان متنفّس للأسير، ودوّنت على صفحتي انطباعاتي الأوليّة بعد كلّ زيارة؛
"فسحة أمل"
التقيت الأسير عماد محمد أحمد السرّاج [1] ظهر الأحد 20.03.2022، في سجن ريمون الصحراوي مباشرة بعد لقائي بمحمد الحلبي وأسامة الأشقر.
بدا عليه متفاجئًا جدًا من اللقاء، عرفني عبر شاشة التلفزيون ومن أحاديث زملائه، أخبرته بأنّ الزيارة ترتّبت بناءً على طلب الصديق الغزّاوي هاني مصبح، ناشط في التحالف الأوروبي لمناصرة أسرى فلسطين و"تضامن" المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى التي أطلقت مشروع "لمسة وفاء لأسرانا الأبطال" وتقوم بزيارة عائلات الأسرى في قطاع غزة، وقاموا بزيارة والدة الأسير المحرر الحاجة أم عصام المنيراوي وسلّموها درعًا وعليه اسمه فانفعل جدًا لأنّ هناك من يذكره.
توفّى والداه وهو خلف القضبان، وأخته سناء/أم محمود ممنوعة من الزيارة، وهو ممنوع زيارات منذ سنوات، وبقي "مقطوع من شجرة".
حدّثني عن الحياة عبر القضبان، التحضيرات الأخيرة للإضراب الكبير عن الطعام بعد أيّام قليلة، وهو من جهته قلع طاحونته لئلّا تكون عائقًا بينه وبين مشاركته وزملائه في الإضراب.
طلب منّي إيصال رسالة شكر وتحيّة للتحالف ولكلّ من يؤازر الأسرى ويهتم بقضاياهم مناشدًا العمل الجاد على تحرير جثامين الشهداء عامّة والأسرى خاصّة من ثلاجات الاحتلال، والاهتمام بأطفال القدس الذين يتعرّضون للحبس المنزلي.
عبّر عن فرحته وسعادته باللقاء والاهتمام به، بعد أن فكّر أنّه منسي، واصفًا إيّاه "فسحة أمل".

"إشهار في قنّير"
التقيت الأسير ناصر جمال موسى الشاويش [2]ظهر اليوم في سجن ريمون الصحراوي مباشرة بعد لقائي بمحمـد الحلبي وأسامة الأشقر وعماد السراج.
أطلّ بنظرة خجولة وبدأ يعتذر لأنّه أخبر السجان رفضه مقابلة المحامي وحين أعلمه أسامة مَن المحامي الذي طلبه غيّر وبدّل رأيه وأقام "ميمعة" في القسم ليجبر السجّان على مرافقته للقاء بي فاستغربت من تصرّفه فأخبرني: "فكّرت محامي الوزارة أو الهيئة وشفتها إهانة!"؟ وأتبع قائلًا: وأخيرًا التقينا.
طمأنني عن صحّته بعد الذبحة القلبيّة التي ألمّت به "صرت زي الحصان"، وحدّثني عن رحلته مع الشعر والرسم؛ إصداراته الأولى؛ "طقوس تمّوزيّة"، "للقيد ذاكرة وخنجر"، و"ذاكرة البنفسج" وله قصائد بصوته وحين صدر الديوان الأول شعر و"كأنّي روّحت".
درس التوجيهي في الأسر، وكذلك بكالوريوس في العلوم السياسية وماجستير في الدراسات الإسرائيليّة.
تناولنا مشروعه الثقافي، فالكتابة تنفض عنه غبار السجن، ويكتب المخطوطة 7-8 مرات خوفًا من مصادرتها أو ضياعها في طريقها إلى خارج السجن، ومخطوطته الأخيرة تحمل عنوان " أنا سيد المعنى".
حيفا عشق طفولته ولكن حلمه أن يكون حفل إطلاق وإشهار ديوانه القادم على أراضي قرية قنّير المُهجّرة.
حين افترقنا أخبرني السجّان أن أحمد يرفض مقابلة المحامي فغادرت السجن مع غصّة في الحلق...
تواعدنا على لقاء في حفل الإشهار قريبًا في قنّير.
لكما عزيزيّ: عماد وناصر أحلى التحيّات، وعلى أمل بحريّة قريبة لكم ولكافّة أسرى الحريّة.
 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة