يهل علينا من جديد شهر رمضان المبارك , وله قدسية وشوق شديد في قلوبنا، كيف لا وهو شهر الخيرات والبركات، شهر المغفرة والرحمة، وجاء هذه السنة ولا زال انتشار فيروس الكورونا القاتل منتشرا في المجتمع وعلى الجميع اتخاذ التدابير والحيطة لمنع انتقال العدوى وبالذات في دور العبادة أثناء الصلوات، فصحة الأبدان قبل صحة الأديان، ولكن بالرغم من ذلك سنحي لياليه في بيوتنا ونبتهل لله ان يرفع عنا هذا الوباء .

الاخوة الأعزاء , شهر رمضان شهر المغفرة والتسامح والعفو وتنقية القلوب من كل الادران والأحقاد والرواسب السلبية التي تكدست في القلوب , ولكن للأسف هناك اشخاص يرفضون مسامحة من اساء اليهم , ولا يستطيعون الصفح والعفو عنهم , لعدم قدرتهم على العفو والصفح , وهم لا يدركون ما هي قيمة التسامح التي هي من أجمل القيم والفضائل، بل قد لا يمكن أن يعيش الإنسان باستقرار وسلام داخلي من غير تسامح ونقاء وسلامة الضمير وعفو عن الآخرين، وحلول شهر رمضان المبارك فرصة من أجمل الفرص لنغرس بذور التسامح والسلام والمحبة والاحترام في نفوسنا وننشرها حولنا.

شهر رمضان شهر التعبد والتأمل وشهر العطاء والتصدق على الفقراء وعلى الانسان ضبط تصرفاته ولسانه وزيارة أرحامه .
‎إن النواة الحقيقية لغرس قيم التسامح، هي الأسرة خصوصاً الأبوين، حيث عليهما تربية اولادهم على هذه الخصلة الحميدة، وأن يتسامحوا مع أصدقائهم وجيرانهم، وكذلك لدور العبادة دور مهم في هذا الموضوع , وكذلك للمدرسة أيضا ، حيث يقضي الأولاد سنوات طويلة من حياتهم فيها .

‎ففي رمضان سارعوا إلى الخيرات، وعاملوا الناس بأخلاقكم وليس بأخلاقهم وسامحوهم ، وحاولوا الخروج من الدنيا كما دخلتموها سليمي الفكر والضمير، وليكن همكم في الأساس مرضاة الله وليس الناس، فلا يوجد شيء أجمل على النفس من التسامح ولا أحلى من خلق التواضع , فالصيام ليس فقط عن الطعام والماء , بل مغزاه عظيم وهو سمو النفس واتصالها مع الخالق بكل خشوع , والشعور مع الفقراء والمساكين والصدقة عليهم , وأن تكون أخي الصائم صادقا وأمينا , وان تكف عن أذى الناس والنميمة والغش والكذب , ونبذ العنف والاعتداء على الآخرين , فصياما مقبولا , ولا تملأوا الموائد بما لذ وطاب من الطعام وتنشروا صور الموائد المكدسة بانواع الطعام فالله لا يحب التبذير , فهذا ليس من أهداف الصيام .
الدكتور صالح نجيدات