الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 21:01

قولوا ما شئتم ..ونحن نفعل ما نريد.!!-بقلم سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 31/03/22 00:02

عبارة شهيرة تعودنا ان نسمعها ممن بيدهم القرار في داخل فتح ومنظمة التحرير ضاربين عرض الحائط بكل الافكار والانتقدادات التي تتعارض مع مصالحهم في الهيمنة والخروج عن الادبيات ، فاصبحت فتح بعد سنوات من انطلاقتها تعبر تعبر عن ابواتها ولا تعبر عن ثورة واحتكام لما صاغته من ادبيات تحمي منهجيتها الثورية وتحمي اطرها من حالة الاستفراد والهيمنة الشخصية من خلال ما تمتلكة من ادوات وامكانيات استحوذت عليها بطرق غير مشروعة وهبتها لها دول الاقليم وقوى دولية لصناعة ثورة وكفاح مسلح وثورة شعبية لتحرير فسطين ورفع حالة الصمود الشعبية امام ممارسات الاحتلال التي تسعى لفرض واقع الاحباط .

قولوا ما شئتم ، ونحن نفعل ما نريد ، تلك العبارة الغير مسؤلة والتي تنفي رأي الاخر وبكل عنجهية وصلف وغرور وبسلوك يخلو من اي منظور وطني بل يؤسس بل اسس وكرس اطر ومؤسسات لا تخضع للفكرة واحكمها وابجدياتها بل تخضع لرؤية الفرد وبمقدار ما يمتلك من ادوات التأثير والاقصاء والقمع ويصنع ثقافة التبعية الشخصية ومن هنا توالدت طبقة المنتفعين والسحيجة والمنافقين من اجل التركيز على صناعة الزعيم والقائد الاوحد الذي باستطاعته ان يعطي ويمنع وان يرفع ويخفض من يريد وان يقرب او يبعد او يحتضن اويقصي . انها ظاهرة الولاء الاعمى تحت الحاجة ، حيث تحولت ظاهرة الولاء لصلب العمل الامني الممنهج الذي انعكس على برامج الحركة ومؤتمراتها الحركية وبتوفير نخب ليست لها سجل نضالي نظيف او عطاء او تجربة تخدم صلب المشروع الثوري التحرري .

لا بد ان نقر بان مشروع تمييع التجربة النضالية الفلسطينية مر بعدة مراحل بداية بانسلاخها عن اهدافها ومنطلقاتها والبحث ثم الاقرار بما يسمى الواقعية والدجل الفكري المرافق لتلك المرحلة . ومن ثم التغاضي عن برامج التعبئة الفكرية الثورية والعسكرية وكلاسلكية بناء الاطار بشكل يقترب الى الحالة البيروقراطية التي ترتبط بمصالح قادتها وبقاؤهم على قمة هرم المسؤليات . هي تلك المراحل التي اتت بالبرنامج السياسي الذي فقد خصائصه الثورية والوطنية وابتعد عنها وكان اهدار واضح ينم عن فكرة مبيته ولاهم المطلقات التي رفعتها فتح (السياسة تبع من فوهة البندقية ، واللقاء على ارض المعركة في مفاضلة بين الاختلافات التي يحسمها امام التدجيل الفكري ) .

مراحل اهدر فيها قيمة الانسان الثوري وعطاءه وتجربته في صخب المسحجين والباحثين عن عن موقع او رتبه عسكرية او نثرية يرجع بها بافتخار لزوجته واولاده . ومتوشحا الكوفية في عقلية انحطاط سلوكي وسيكولوجي .

تغييب الثقافة الوطنية المبنية على التاريخ والجغرافيا لدى الاجيال في ظل ضعف للحركة الوطنية ونخبها التي واجهت وما زالت تواجه برامج التفريطيين بدعم امني وتوصيات اقليمية ودولية وما تعرضت له من اقصاء وتجويع وتغير في المناهج التعليمية وربط حياة المواطن التي اقرتها الدانات السماوية والقوانيين الانسانية والوضعية بحالة الولاء الشخصي التفريطي هيي من سمات انهيار والتجهيز على العقل الحركي والوطني .

قولوا ما شئتم ونحن نفعل ما نريد ،ونرتب ما نريد وطرح ما نريد وعلى جمهور المسحجين ان ينصاع والا الويل لمن خرج عن السرب . وحسب الاهمية التصفية واما التجويع واما الاقصاء واما التشويه....(القاتلات).

هكذا ارادوا لحركة فتح في تدرج زمني مبرمج منذ السنوات الاولى من السبيعينيات لزماننا الحالي يفعلون ما يشاؤون و اصبح هي تلك الثقافة التي يبنى عليها نخب حركة فتح التي تتناسب مع منهجية الاطروحات السياسية التي يعرفها الجميع حيث تحولت كل الخصائص الثورية و البناء الى بناء اطر هلامية في تفريغ معنوي ووطني لصناعة جمهور من التبع بامتداد عشائري قبلي يخترق مضمون بناء الكادر والنخب في حركة فتح والتي رد عليها احد النخب في المخيمات الفلسطينية صاحبة المصلحة الحقيقية في التحرير بأننا نستطيع ايضا ان نجعل كل مخيم قبيلة لكي نبحث عن مصالحنا .

حالة التهتك التي اصيب بها حركة فتح ونتج عنها عدة انسلاخات كانت الفرصة لهيمنة النهج الواحد على اقدار حركة فتح واقدار الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية .

ولكن ربما ما اتى به الاسبوع الماضي في الداخل الفلسطيني الذي استثنته حركة فتح وبرنامج منظمة التحرير من انخراطه في برنامج التحرر الفلسطيني قد اضافت الجديد فإذا كانوا هم قالوا .. قولوا ما شئتم فنحن نفعل ما نريد فإن شبابا للوطن قالوا نفس العبارة "قولوا ما شئتم ونحن نفعل مانريد" انها الروح الثائرة التي تقرر وتفعل وتحبط عشرات الاجتماعات والتنازلات وان الصراع ليس بيد التفريطيين مهما قالوا واجتمعوا وتعاونوا ونسقوا وجوعوا واقصوا انها حقيقة نضالات الشعوب فهم سيفعلون ومهما قلتم او ستقولون .

مقالات متعلقة