الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 03:01

إقامة لجان إفشاء السلام

بقلم: الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 12/03/22 09:57

إقامة لجان إفشاء السلام يدًا  بيد مع علاج جذور العنف ومسبباته هو الضمان لعلاج العنف وتقليصه وحل المشاكل الاجتماعية !!!


إقامة لجان إفشاء السلام في جميع بلداتنا هي الخطوة الصحيحة لتقليص العنف وحل المشاكل الاجتماعية بواسطة هذه اللجان المحلية في كل بلد , فهذه اللجان تعالج النتائج للمشاكل الاجتماعية المتراكمة قدر الإمكان بالاشتراك مع الاذرع التربوية والاجتماعية لكل سلطة محلية , ولكننا بحاجة اكثر الى علاج جذور ومسببات العنف يد بيد مع إقامة هذه اللجان، وذلك ببناء خطة تربوية تشمل موروثنا الحضاري وقيمنا وعاداتنا الاصيلة و عقيدتنا وتاريخنا تتبناه كل اسرة بتعليم اطفالها منذ الصغر وفقا لهذه الخطة التربوية.

كذلك اذا امكن ان تتبناها مدارسنا كبرنامج طويل الأمد لعلاج العنف , وسوف نقطف ثمار هذه التربية في المستقبل , فالأسرة السليمة هي التي تصنع شخصيات أبنائها منذ الصغر وتساهم في بناء الأجيال القادمة , ونجاح الاسرة في تربية أبنائها يعتبر السد المنيع والحصن الواقي لمنع الأبناء من الانزلاق في متاهات الحياة ومغرياتها الكثيرة واستعمال العنف في حل المشاكل , والتربية السيئة للاسرة هي التي تدفع الأبناء مستقبلا للعنف والكثير من السلوكيات السلبية الأخرى بغياب التربية السليمة .البناء الصحيح للإنسان وتعليمه وتربيته الصحيحة في الصغر هي المفتاح لحل المشاكل الاجتماعية وتقليص العنف الى حد كبير عند الكبر , فالإنسان المتعلم يستعمل عقله ومعرفته وتجاربه المتراكمة للتعامل مع المجتمع ومن حوله بالطرق الصحيحة والمعاملة الحسنة وبلطف وحكمه وتروي ويمتنع عن استعمال القوة والعنف في حل المشاكل بعكس الإنسان الجاهل, فالعنف هو وسيلة يستعملها الشخص الجاهل والضعيف ثقافيا وتعليميا عندما يكون جاهلا بطرق التعامل والسلوك الصحيح اللازم لتحقيق أهدافه , ولذا الجهل وضعف المعرفة والخبرة هو أصل وسبب ارتكاب الانسان الأخطاء والعنف والجرائم .


ويتوجب على مدارسنا التركيز على التربية والتعليم وليس فقط على التعليم , حيث أصبح التعلم للاسف يقتصر على تهيئة الطلاب لسوق العمل والحصول على علامات خالية من رصيد علمي ومعرفي وتربوي وخاليه من القيم والأخلاق وتعليم المعايير الاجتماعية والعادات العربية الأصيلة كالشهامة والنخوة ومساعدة الغير والتسامح والعفو, وللأسف ليس التركيز على بناء الإنسان وصياغة شخصيته إيجابيا , فبالعلم والتثقيف والتربية الصالحة نمحو الجهل عند الإنسان, وبهذا نجعله إنسانا صالحا في المجتمع.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة