الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 24 / أبريل 16:01

الفراغ مفسدة للشباب

بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 07/03/22 23:35,  حُتلن: 04:07

يتوجب على المجتمع والأهالي ومؤسسات المجتمع وسلطاتنا المحلية حماية الشباب الصغار والمراهقين من الانحراف وذلك بتوجيه طاقاتهم وقدراتهم الى أمور إيجابية، فإن عدم توجيه هذه الطاقات الى النافع من الامور تتحول سلوكياتهم الى سلبية وخطيرة. ولذا يجب عمل المستحيل منع الفراغ عند الشباب وخاصة في سن المراهقة والشباب الصغار منهم كي نحميهم من الانحراف، فمعظم المشاكل الموجودة والظواهر السلبية في المجتمع سببها الفراغ والتسكع واصطحاب رفاق السوء، ولذا علينا إيجاد الأطر المناسبة مثل النوادي الرياضية وغيرها من فعاليات لكي نمنع الفراغ، فهذه المرحلة من عمر الشباب تختلف عن بقية المراحل العمرية، فهي مرحلة طيش ورعونة وعدم نضوج، مرحلة انتقال من عالم الطفولة إلى عالم الكبار والرجولة ومحاولة التعبير عن الذات بأساليب تختلف حدتها وخطورتها وكذلك تصرفات غير ناضجة مع حالة عدم الاستقرار النفسي والعاطفي ونزوع الشباب نحو الاستقلالية والحرية بالإضافة اصطدامهم بالقيود المفروضة عليهم من قبل أسرهم والمجتمع وبالذات اذا كانت التربية والتنشئة سلبية، فهذه المرحلة تتميز بضعف الوازع الديني الذي يجب تقويته من قبل الأسرة والذي يعتبر صمام الأمان بالمحافظة على المعايير الاجتماعية وحفظ القانون والسلوك القويم بالتوعية الدينية فهذه المرحلة لها الأثر الفاعل في تدعيم الأمن العاطفي والنفسي والضمير عند الشاب ولها الأثر الكبير في محاربة السلوكيات الانحرافية والعنيفة وتكثر بها تصرفات التمرد على القيود الاسرية والمعايير الاجتماعية.

أهلنا الكرام، في هذه المرحلة العمرية عند المراهقين والشباب علينا زرع القيم والأخلاق وترسيخها ونركز على التربية السليمة والإرشاد والتوجيه، ونساعدهم ونشجعهم على حل مشكلاتهم بأنفسهم ورفع معنوياتهم ليشعروا بقيمتهم ويقدروا ذاتهم وكلنا نعرف ان الإهمال التربوي والفراغ عند الشباب يؤديان الى الانجرار وراء رفاق السوء ومن ثم استعمال المخدرات والكحول وكل هذه العوامل تشكل دافع للعنف وارتكاب الجرائم , وبذلك يتحولون إلى نقمة على الفرد والمجتمع  والى معول هدم ودمار لذاتهم ولأسرهم ومجتمعهم.

وأخيرا وليس آخرا: الكثير من اسرنا وكذلك سلطاتنا المحلية لا تهتم بتربية الشباب وإرشادهم وتوجيههم التوجيه الصحيح والمشكلة الأكبر، عندما ينتاب الشباب درجة عالية من القلق والتوتر، وعدم وضوح الرؤية وضغوط معيشية واجتماعية مرتبطة بمستقبله وحياته الاجتماعية، فيجد نفسه امام سلوك جامد، في هذه الحالة يصعب إقناعهم بتعزيز الانتماء في ظل تلك الظروف، وهذا الضغط سيؤدي به الى الجنوح والانحراف كالسرقة والإدمان وشرب الخمر والبلطجة وكذلك لا توجد برامج لملء الفراغ واختيار الأفضل لاشغالهم بالفعاليات المفيدة، وشباب اليوم هم مستقبل مجتمعنا وعلينا الحفاظ عليهم كبؤبؤ أعيننا، ونصلي لله أن يحمى شبابنا من كل سوء ويهديهم الى الصراط المستقيم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
 

مقالات متعلقة