الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 13:01

العنف والتخريب في المدارس

بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 03/03/22 21:44,  حُتلن: 00:37

من حين لآخر يقوم بعض الافراد في بلداتنا بإرتكاب أعمال تخريب في المدارس او سرقتها والعبث بالممتلكات العامة.

وبودي ان اقول لهؤلاء أن المدرسة هي صرح تعليمي مقدس ولا تقل حرمة فناء ومحيط المدرسة عن قدسية دور العبادة، فكما نحترم المسجد والكنيسة والخلوة، علينا كذلك احترام المدرسة التي يداوم فيها الطالب معظم أيامه والتي تعلمه وتثقفه وعيب أن نبصق في الصحن الذي نأكل منه، فهنالك فئات من الطلبة بدل ان يكونوا قدوة حسنه لغيرهم اصبح الطلاب يتكتلون في مدارسهم على اساس عائلي أو طائفي، وللأسف في العقد الاخير تحول قسم من المدارس الثانوية في مجتمعنا العربي في البلاد الى ساحة صراعات بين مجموعات طلابية على خلفيات عائلية وأسباب تافهه  وجاهلية، فالمثل الذي يقول اذا فتحت مدرسة أغلقت سجنا والوضع الراهن أبطل هذه المقولة، اي ان هناك تطورا سلبيا نتيجة العديد من الاسباب سواء كان ذلك بسبب احباطات الطلاب من تدني تحصيلهم العلمي، أو تسرب من المدارس وردود فعل سلبية، وصراع داخل الاسرة الواحدة وصراع بين العائلات والحمائل أو استعمال المخدرات، والعنف المستشري بين الطلاب.

لذلك فقد طرأت جرائم جديدة على المجتمع متنوعة ومتعددة الاشكال تحتاج مكافحتها الى عقاب صارم وأدوات وأساليب جديدة للعلاج، فالمدرسة هي مكان للتربية والتعليم والمعرفة والفكر وهي مؤسسات للضبط الاجتماعي والسلوكي وليست للصراعات وتصفية الحسابات، فأصبحت المدرسة تعكس واقع المجتمع الذي أنهكته الصراعات العائلية على رئاسة السلطة المحلية، وتعكس وجها من وجوه الحياة الاجتماعية والإنسانية والثقافية الظاهرة لهذا المجتمع، ولقد صار بوسعنا ان نتحدث عن ضحايا التعليم مثلما نتحدث عن ضحايا العنف وعن ضحايا النزاعات، نتحدث عن طلابنا الذين اصبحوا مستهدفين من قبل تجار المخدرات وغيرهم ليصبحوا بلا ارادة وإنسانية منفذين لتعليمات السفهاء وما يؤمرون به بعد ان يسقطوا في شباكهم وأصبحوا تحت هيمنتهم.

لذا لا بد من توعية وتعزيز المناعة الفكرية لحماية طلابنا وان نبقى محافظين عليهم في المدرسة لجعلهم محصنين ويصعب خداعهم واكسباهم القدرة على التمييز بين الضار والنافع والخطأ والصواب وتمكينهم من التفكير الصحيح وجعلهم بحالة استقرار نفسي لا اضطراب نفسي ولا هشاشة اسرية واجتماعية وخلق بيئة تعليمية دون احباطات ومعوقات لمنع التسرب، لان مصير الطلاب المتسربين سيؤول بهم الى احضان رفاق السوء والمجرمين، لذلك لا بد من وضع استراتيجية ومنظومة تربوية للحفاظ على طلابنا من كل الظواهر السلبية وتحصينهم امام المغريات الكثيرة بغياب التوعية والارشاد والتوجيه الاسري والمدرسي وعلينا تعزيز التضامن والتماسك وتعزيز الولاء والانتماء عندهم لمجتمعهم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com
 

مقالات متعلقة