الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 16:02

إسرائيل ليست دولة أبرتهايد!!

بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 03/03/22 11:51,  حُتلن: 14:01

يزعم نزر يسير من الكتّاب في الإعلام العبريّ والعربيّ في بلادنا وأخصّ هؤلاء اليساريّين الّذين لم يتعالجوا أنّ إسرائيل دولة أبرتهايد، وهذا كلام لا ساميّ، فلا يمكن أن تكون واحة الدّيموقراطيّة في هذا الشّرق، أو أن تكون "الفيللا في غابة" كما وصفها ايهود باراك ذو اليدين النظيفتين من دم البشر، لا يمكن بل من المستحيل أن تكون دولة ابرتهايد وهناك دلائل ساطعة وحجج دامغة تدحض رأي هؤلاء المغرضين.


كيف تكون دولة أبرتهايد وفيها وزير عربيّ اسرائيليّ من البلد الذّبيح، (أتّمنى له الشّفاء)، وفيها طبيب أسنان عربيّ هو بيضة القبّان في الائتلاف الحكوميّ الّذي يشمل سياسيّين صهاينة "مقحفين الأنياب" وديموقراطيّين جدًّا وانسانيّين جدًّا ولا فرق عندهم بين يهوديّ وبين عربيّ الّا بمدى اتقانه لانشاد "التكفاه" الّتي صارت تصدح بها الحناجر من المحيط الى الخليج.. وأمجاد يا عرب أمجاد!


وكيف تكون دولة أبرتهايد وفيها قنصلة عربيّة في عاصمة العالم الاقتصاديّة شنغهاي تنعش وتعزّز الاقتصاد الاسرائيليّ!؟ ولولا سلامة هذا الاقتصاد وقوّته ما اشترت إسرائيل غوّاصة واحدة من برلين ولا بنت بيتًا واحدًا في مستوطنة في الضّفة الغربيّة أو القدس! وكيف تكون دولة أبرتهايد والطّبيب العربيّ مثل زميله اليهوديّ يعملان في مشفى اسرائيليّ في أقسام الكورونا ويتفقدان المريض اليهوديّ كما العربيّ؟ هي مساواة في العمل وفي الخطر وفي الإنقاذ وفي الموت.
كيف تكون دولة أبرتهايد واللقاح الأوّل والثّاني والثّالث والرّابع الّذي حقنت به الممرّضة فاطمة الرّابي دروكمان هو نفسه الّذي حقنت به الشّيخ عبد المعطي!!


أعرف أنّكم تزعمون أنّ هناك عشرات القرى مسلوبة الاعتراف في النّقب، فمهلًا يا جماعة، لأنّ مصّ القصب عقدة فعقدة وفي خلال سبعة عقود اعترفت الدّولة بثلاث قرى دفعة واحدة وهكذا حتّى لا تبقى قرية واحدة بدون اعتراف بها فإمّا تهدمها السّلطات وإمّا تخنقها وإمّا تعترف بها بعد سبعة عقود.
وقد تزعمون أنّ هناك حياتين في بلادنا الأولى حياة رفاهية لليهود الغربيّين حيث الحدائق الغنّاء والشّوارع النّظيفة والنّوادي والملاعب والملاهي، وحياة ثانية لبدو النّقب وهذا طبيعيّ لأنّ حكومة إسرائيل تحترم خصوصيّة كل مواطن فلا يمكن أن تفرض على البدويّ حياة عصريّة تختلف عن طبيعته.


وتقولون إنّ قوّات الأمن تضرب أو تقتل العرب ذوي الحاجات الخاصّة مثل محمّد العجلوني وإياد الحلّاق مع أنّكم تعرفون أنّ قوّات الأمن تريد أن تخلّصهم من الحياة القاسية، كما تزعمون أنّ قوّات الأمن تقتل سنويًّا عشرات الأطفال العرب وتجهلون انّ هذه القوّات تساعدهم على الدّخول الى جنّات عدن بعد استشهادهم حيث الفواكه اللّذيذة والطّعام الشّهيّ والحياة الممتعة والتخلّص من الجوع والقلّة.
ويقول المغرضون أنّ المئات من الفلسطينيّين معتقلون بدون محاكمة وهم بالعزل الانفراديّ وهذا كلام باطل لأنّ سجون إسرائيل هي خمسة نجوم!


والأهمّ من كلّ ما تقدّم هو اتّهام إسرائيل بدعم الأوباش الّذين يقلعون أشجار الزّيتون واللّوز والكرمة بينما الاحتلال يرغب بنشر الحضارة وتحويل الفلسطينيّين الى عمّال في عصر الصّناعة وألّا يبقوا فلّاحين متخلّفين.
إسرائيل لا تصادر الأراضي الفلسطينيّة ولا تسرقها من سكانها وأهلها لأنّها تحترم الانسان فالأنسان من تراب والى التّراب يعود. وأرجو ألّا ننسى أنّ إسرائيل تشغّل عشرات الالاف من العمّال العرب لبناء البيوت لليهود. هذه الدّولة تهدم كي تبني وكي تشغّل العمّال العرب ليسترزقوا.
إسرائيل ليست دولة أبرتهايد. هل اقتنعتم؟ إن لم تقتنعوا فأنتم لا ساميّون!

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة