الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 01:02

التوتر الروسي الاوكراني و ما بين السطور

بقلم : الدكتور ياسر الشرافي - ألمانيا

الدكتور ياسر الشرافي
نُشر: 24/02/22 09:21,  حُتلن: 11:34

اليوم الخميس فجراً، بدأ التحرك الروسي العسكري لأوكرانيا عملياً ، قد تَطول هذه الحرب مدن أوروبية أخرى؛ إذ لم تنتصر حكمة جميع أطراف الصراع ، بأن الكل هو الخاسر من وراء تلك الحرب التي قد تقود لحرب عالمية ثالثة ، إذ لم توخذ تخوفات روسيا الأمنية منذ عشرات السنوات على محمل الجد من قبل حلف الناتو الذي تقوده أمريكا ، حيث هذا الحلف أُسس منذ البداية لمواجهة ، وردع التوسع الروسي إبان حقبة الاتحاد السوفيتي ، لكن قبل وحدة المانيا الشرقية و الغربية.

توصل الغرب مع روسياً أن لا توسع لهذا الحلف اتجاه المجال الحيوي للامن القومي الروسي بضم دول أخرى من أوروبا الشرقية مثل دول الإتحاد السوفيتي سابقاً كأوكرانيا و دول شرقية أخرى مثل بولاندا ، حيث كانت وحدة ألمانيا بشقيها الغربي و الشرقي، مقدمة لهذا الاتفاق بين الغرب بقيادة امريكا و روسيا ، حيث الغرب لم يلتزم قيد أنملة اتجاه ما وقعه مع روسيا في أخذ التخوفات الأمنية الروسية على محمل الجد ، فقام بضم دول قريبة من روسيا لحلف الناتو ، و بل قام بنشر صورايخ هجومية، و قواعد عسكرية موجهة ضد روسيا.

حاول حلف الناتو لاحقاً فرض الامر الواقع منذ سنوات لضم اوكرانيا خاوة لهذا الحلف، و لكن الرد الروسي كان لهم بالمرصاد ، فكان هناك إلتفاف غربي لضم اوكرانيا لهذا الحلف ، بدعم اوكرانيا عسكريا و أمنيا و ماليا، حتى تكون حصان طروادة في مواجهة الدب الروسي بالوكالة عن امريكا ، حيث تناسى الناتو أنه يقامر بورقة اوكرانيا ضد روسيا ، رغم الدعم العسكري هذا، تبقى القوة العسكرية لاوكرانيا، كالنملة أمام الدب الروسي ، فمن يريد الخير لدولة صغيرة مثل اوكرانيا عليه عدم ايقاعها في النار امام الدبابات الروسية ، أو من يريد حماية اوكرانيا، عليه أن يُرسل جيوشه لمجابهة الدب الروسي رغم أحقية روسيا في الدفاع عن نفسها أمام القواعد الامريكية التي تنتشر حول حدودها ، لكن أمريكا لم و لن تخوض مواجهة عسكرية مباشرة بجنودها ضد روسيا ، لأن سياسة امريكا استعمال الجنود الاوكران و مواطنين تلك الدولة كأوراق البوكر بالمقامرة بهم ، حتى و ان اندثرت تلك الدولة لاحقاً من خرائط الجغرافيا الكروية ، حيث الحل لوقف تلك الحرب و حروب اخرى مستقبلية في اوروبا سلس و سهل جداً ، و هو عدم التوسع العسكري لحلف الناتو في شرق اوروبا او ضم روسيا لهذا الحلف ، و استبدال القواعد العسكرية ، ونشر الصواريخ حول روسيا بجسور التبادل التجاري و تنمية الشعوب على كل الاصعدة ، و مغادرة امريكا عقلية الكابوي الذي يريد كل شي رغم أنف شعوب هذه الأرض ، حيث العالم أصبح منذ عقدين ثنائي او ثلاثي القطب، و أصبحت امريكا و سياستها الفوقية بين كماشة روسيا و الصين ، حيث لكل فعل رد فعل ، يمكن أن لا تحمد عقباه و يمكن أن تُفقد السيطرة على تطاير شظاياه هنا أو هناك ، و يصبح العالم على الخط الاحمر الأخير بنشوب حرب نووية قد تصل لكل شبر من الكرة الارضية. 

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com     


مقالات متعلقة