الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 19 / أبريل 08:02

رسالة الى الاهل/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 22/02/22 10:02

رسالتي اليوم الى الاهل الأعزاء، وأقول لهم، تربيتكم لأولادكم في الصغر، والعناية بهم، وإرشادهم ومراقبتهم والجلوس معهم ساعات طويلة، وتكونوا القدوة الحسنة لهم، هو السور الواقي والحصن المنيع وصمام الأمان الذي يحميهم ويقيهم من الانحراف عن المسار السليم.


للأسف الإهمال التربوي للاسرة جعل مجتمعنا يصل الى ما هو عليه اليوم من عنف وقتل وانتشار المخدرات والانفلات والفوضى، فأبنائنا الذين فشلنا في تربيتهم هم الذين يعيثون الفساد والخراب في المجتمع ويستعملون العنف والقتل والابتزاز ومنهم تجار السلاح والمخدرات ومنهم القتلة , وبالرغم من معرفة الجميع بذلك، الا أن للأسف لم نتعظ وما زال الإهمال التربوي للاسرة سيد الموقف، ولا زال مجتمعنا يعاني من هذا الإهمال، وواقع مجتمعنا مقلق ومحزن جدا نتيجة ذلك ، وحتى نخرج من هذا الوضع المأساوي على الاهل أن يحسنوا تربية أبنائهم ورعايتهم والاهتمام بهم ومراقبتهم منذ الصغر حتى لا يصطحبون رفاق السوء ويدخلوا في دائرة العنف والجريمة، فاليوم المخدرات والسموم على أنواعها والمغريات منتشرة بشكل فظيع بين المراهقين والشباب وتشكل احد الأسباب المهمة لارتكاب الجرائم، وبالرغم من خطورة المخدرات على شبابنا الا ان هذا الموضوع مهمل من قبل السلطات المحلية والأسر والقيادات الاجتماعية والسياسية .
واليوم زاد الطين بله هذا الإهمال الاسري , هو ادمان الأولاد وحتى نسبة من الاهل على استعمال اليوتيوب بالبلفونات ومواقع الانترنت وغيرها من وسائل وتقنيات , حيث يجلس الأبناء والوالدين في إنعزالية تامة في بيوتهم ولا تسمع لهم صوتاً وكأنهم غير موجودين ، كل ماسك بلفونه بيده ويحدق به قويا ولا يفلته للحظة ويتكرر هذا المشهد في النهار والليل , وإدمان الأولاد على الألعاب يؤثر على عقولهم ونفسياتهم وعلى دوامهم للمدارس وتحصيلهم الدراسي والمطالعة , وبذلك رويدا رويدا أصبح عندنا جيل من الأميين سيعاني منه المجتمع كثيرا , فيا أيتها الام ويا أيها الأب , هل رأيت ماذا يشاهد ابنك في هذه التقنيات ؟ أم تعتبر ذلك تطفلا وتدخلا في خصوصياته ؟ ، هل عندك وقت أم انت مشغول ؟ فإذا كنت كذلك فانشغالك قد يدمر أولادك, فكما قال الشاعر : ان اليتيم من تجد له اما تخلت او أبا مشغولا .
أهلنا الكرام , لا تتركوا أولادكم للمجهول يحركهم كيفما شاء ولا تقول لنفسك الابن يلعب خليه مبسوط بالألعاب التي تبث في اليوتيوب سموما خطيرة على عقله ونفسيته , وحذاري ان تتركوا أولادكم فريسة لهذه الألعاب الخطيرة جدا جدا ، من دون أن تعلموا شيئاً عن هذه الألعاب , فهناك ألعاب مثل : " لعبة الحوت الأزرق" التي كان من نتائجها انتحار الكثير من المراهقين في دول العالم ، بعد اعتزالهم انعزالا تاما عن أسرهم ومجتمعهم ، الإدمان على هذه الألعاب ومشاهدة أفلام الرعب والعنف وافلام الجنس يمس مسا خطيرا بعقول ونفسيات أولادنا , وهذه الأفلام تغرس العنف في عقول ونفسية الأولاد الذي نراه ينعكس على تصرفات أولادنا وطلابنا في مدارسهم وكذلك في المجتمع .
الإدمان على هذه الألعاب الإلكترونية يجعل الأولاد يعيشون في إنعزالية وانطوائية ويصعب عليهم التكيف مع الحياة والتعامل مع المشكلات الحياتية بإيجابية، كما أنهم يفقدون التواصل البناء مع باقي أفراد الأسرة، مما يصعب معه اكتساب الأولاد المهارات والخبرات الحياتية من الاهل .
وأخيرا وليس آخرا , أرجو من الاهل تربية اولادهم تربية حسنه وصالحة , وعليهم الحد من هذه الالعاب الخطيرة والتي تسبب الانعزالية للأطفال والمراهقين وتلوث عقولهم ونفسياتهم وتغرس بهم العنف , وكذلك يتوجب على الاهل الانتباه من خطر جلوس أولادهم طويلا امام شاشات الأجهزة الإلكترونية , وعلى الاهل تحديد مواعيد محددة لاستعمال هذه الأجهزة ,وكذلك مراقبة ما يشاهده الأبناء والبنات , والاولاد يحتاجون إلى الرعاية والتوجيه والإرشاد والى النشاطات الاجتماعية حتى نخرجهم من هذه الأجواء السلبية جدا. 

مقالات متعلقة