الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 10:02

حُلم دليلة الوردي برائحة القرنفل والقش/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 26/01/22 12:34

جاءها طيف حبيبها في المنام،.. لم تره منذ ثلاثة أشهر، منذ أن التحق بالتجنيد الإجباري،.. ونقلوه إلى جهة بعيدة،.. إلى مكان هي نفسها لا تعرفه.
كل ما تستطيع عمله أثناء ذلك، الصبر على البعاد، الصبر على غيابه، والدعاء له أن يعود إليها سالما غانما، فلم تعد تُطيق هذا "الجفاء الطوعي"، وهذا الفراق القسري.
ذات ليلة بلا سُحبٍ ولا غيوم، كانت النجوم تتلألأ في كبد السماء الصافية، "نجمات درب التبّانات" تسير بانتظام وإشعاع الواحدة تلو الأخرى، لا تُسابق الثانية أختها الأولى، ولا تتجاوز الثالثة أختها الثانية.
في هذه الليلة الصيفيّة المُقمرة، تغزوها النجوم بأحجامٍ مختلفة وأبعادٍ متفاوتة،.. رائحة القش تنبعث من البيادر المُجاورة تعبق في مخدعها، في مخدع دليلة العاشقة الولهانة...
كانت تغطّ في نومٍ عميقٍ يتحوّل إلى مُتقطّع،.. طيفُ حبيبها يؤرّقها ويُدغدغ روحها وجسمها، وينصب فوقها خيمة برائحة القرنفل تظللها بالورود...
الظلام يتناثر في غرفتها في آخر الليل وأوّل الفجر، تخلو حتى من ضوء شمعة،.. فحينما آوت إلى فراشها نامت على ضوء القمر،.. كان يتسرّب مُذهّبا من نافذتها "المفتوحة"،.. لكن القمر، في رحلته الليلية الاعتياديّة، اخذ ينحسر عن شبّاكها شيئا فشيئا حتى أفلَ وترك وراءه أجواء حلكةٍ صامتة ساكنة داكنة "هادئة"...
رائحة القش يزداد انبعاثها مع استضافة البيادر لطلائع قطرات ندى فجر الفجر، تُرطّب القش وتُحفّزه على إطلاق رائحته المميّزة النقيّة.
ما بين رائحة القش ورائحة القرنفل، أحسّت بيديه تتلمّسان جسدها المتعرّق "المُشتعل"،"المُشتهي ...أصابعه سواران ملتهبان يُطوّقان تفاحتي صدرها، ويداه وذراعاه تذرع جسدها الحالم، كأنهما بندولا ساعة يتحرّكان شمالا وجنوبا.
تستمرّ وتتواصل الحركة، حركات "تسطو" على مفاتن "جسدها الشبق" المتورّدة الغضة النافرة من الأمام ومن الخلف ونُزولا على الجانبين.
أخطبوطٌ يلتصق بها،.. أذرعه الطائلة "اللزجة" تُطوّقها من جميع الجهات والجبهات والمواقع.
تململت في نومها. كُرات من الجمر تتسلّق جيدها، تفعمها بالنشوة واللذة و"الدغدغة السحريّة".
تململت ثانية وحاولت أن تسند ظهرها، لكن جبلا كان يصدّ محاولتها، يُطوّقها بقوّة. يلتصق بها دون فكاك، يُكبّل جسدها بعضلاته المفتولة القوية، لكن الحانية الحنونة المُشتاقة...
استرخت واستسلمت لحُلمها و"لطيف" حبيبها و"للجبل" ولبندولي الساعة ولأذرع الأخطبوط وللأصابع المشتعلة وللعضلات المفتولة، وللنشوة واللذة، ولرائحة القرنفل الورديّة العابقة، ورائحة القش...
ونامت بعمقٍ...
استفاقت في الصباح "تتمدّد وتتجبّد"، و"تُطقطق عظام جيدها الغض"، فوجدت نفسها عارية تماما تسبح في بحرِ عرقها،.. تكسوها همسات ولمسات رائحة القرنفل،.. قرنفل عطر حبيبها،.. وأعلى فخذيها مُكبّلين يلتصقان ببقعٍ من "الصمغ" ...
 

مقالات متعلقة