الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 28 / مارس 19:01

المعطف الطويل الأزرق الداكن/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 25/01/22 08:59

قبل سنوات وبالتحديد عام 1998 سافرت في مهمة رسمية إلى اسبانيا للقاء أبناء الجالية الفلسطينيّة هناك وخاصة رجال الاعمال لدعوتهم للمشاركة في مؤتمر رجال الاعمال المغتربين الذي كنا نحضّره لعقده مناصفة ما بين مدينة غزة ومدينة الخليل.


كنّا عادة نعقد مؤتمرا سنويّا يشارك فيه رجال أعمال فلسطينيين مغتربين من أوروبا ومن أمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) ومن دول أمربكا اللتينية، ومن الدول العربية وبالخصوص الشقيقة الاردن، هذا إلى جانب رجال الأعمال المحليين.
وصلت العاصمة الاسبانية مدريد واجتمعت مع رجال الأعمال الفلسطينيين هناك ومن مدينة فالنسيا.
ثم سافرت في اليوم التالي إلى برشلونة عاصمة الشمال الاسباني، يتواجد فيها أكبر جالية فلسطينية، كان يرأسها د. راضي الشعيبي.
راضي الشعيبي كان حينذاك يُدير ربما أفخم فندق في أوروبا، "فندق الملك خوان كارلوس الأوّل" في مدينة برشلونة.
استقبلني هو وثلاثة من قيادة الجالية في بهو الفندق.
كان معه دكتور من مدينة الخليل، لا أذكر اسمه مع مزيد الأسف.
لاجظ "الدكتور الخليلي"، وكان الجوّ باردا بانني ارتجف قليلا من البرد لانني لا ألبس أي معطف ثقيل.
نزع معطفه الطويل الأزرق الداكن وألبسني إيّاه وربّت على كتفي وقال لي:
- مبارك، الآن لديك معطف دافئ.
قلت له:
- شكرا سأعيده لك حال ما اشتري معطفا.
قال لي:
- لا داعي أن تشتري أيّ معطف جديد، هذا لك، عندي العديد من المعاطف غيره.
هم متعوّدون على الطقس البارد لذلك لديهم معاطف كما القمصان.
ما زلت محتفظا بهذا المعطف الذي لبسته أمس لاستمرار برودة الطقس
خرجت أمس وذهبت إلة مقر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين لمقابلة الصديق الشاعر جمعة الرفاعي، عضو الامانة العامة، ومدير الاتحاد التنفيذي.
كنت أبدو بالمعطف الطويل الأزرق الداكن وكأنني ضابط من ضباط الجيش الأحمر السوفييتي.
وكلّ ما البس المعطف كلّ شتاء أتذكّر ذالك الدكتور الخليلي الطيب من مدينة برشلونة.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني
 

مقالات متعلقة