يبدو أن صراعنا ودفاعنا عن أرض النقب أخذ منحى شخصيا تجريحيا وتناحرا على المواقف.

عندما أتيت إلى منطقة النقع خلال أيام التجريف الثلاثة، لم أحضر بقبعة حزب أو حركة، بل أتيت لأن الأصوات كانت تنادي هلموا يا أهل النقب، النقع في خطر. جئنا لنقف مع المظلوم ضد الظالم. جئنا ليعرف العالم والحكومة والصهيونية ومؤسساتها أننا شعب موحد لا تفرقنا أي قوة في العالم. جئنا موحدين بكل أطيافنا ومركباتنا، من شيوخ، شياب، وشباب، شابات وشبيبة.

الأغلبية جاءت وقامت وتوحدت ضد العنصرية التي جعلت منا محتلين، غزاة، إرهابيين، سراقين، وهمج.. هكذا يقولون عنا رغم أننا لسنا كذلك، ورغم أننا نعيش اقرف حياة، ورغم أننا نتعامل ونتصرف وفق القانون، ونطالب بحقنا بالعيش الكريم... لم نهدد دولة ولم نطالب بدولة، ولم نحتل أرضا ولا قمة جبل بل نحن في أرضنا....
جئت إلى المظاهرة كمناصر وكإنسان يعرف هموم ومأساة أهل النقع ومطلبهم بالاعتراف بقراهم... ورأيت الكثير من شباب عائلتي في المظاهرة، من شباب وصغار، فقلت لهم كيف جئتم؟ قالوا جئنا لوحدنا.... وهكذا جاء الناس.
بدأت المظاهرة سلمية وانتهت سلمية. والحق يقال لقد تم عبر الميكروفون أن المظاهرة انتهت، وفي تلك اللحظة قامت وحدة يوآف باطلاق قنابل الغاز على الجمهور فهربوا. نعم هرب الجميع وعدد كبير سقط على الأرض... لقد قامت الشرطة بالاعتداء على الناس بهمجية...

المؤسف جدا أن هناك أصوات ذات أهداف خاصة بدأت تصطاد في المياة العكرة، وتريد تمزيق الوحدة. هذه الفئة هي أخطر علينا من جرافات صندوق إسرائيل القومي - الككال...
الناس ليسوا أغبياء، ويعرفون الحقيقة جيدا.

يا قادة يا محترمين... لماذا لم تتوحدوا؟ لماذا تعمقون جرح النقب؟ اتركوا السياسة جانبا وتعالوا إخوانا لنصرة النقب كل من موقعه. عضو الكنيست من موقعه خادم للمجتمع.. ورئيس المجلس من موقعه خادم للمجتمع والناشط الاجتماعي من موقعه خادم للمجتمع... هذا ما يريده الناس.... نحن في ساعة إمتحان صعب. نحن بحاجة لصوت العقل والحكمة... نحن بحاجة لمن يجمع الجميع حول صحن واحد. القضية لا تتحمل الفرقة والتهجم على بعض ومزايدات هنا وهناك... نتمنى أن تكون ساعة استجابة للوحدة بكل أطياف ومركبات مجتمعنا.

*الكاتب هو ناشط جماهيري من اللقية

 موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com