الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 09:01

على سلطاتنا المحلية ان ترتقي ببلدتنا الى الافضل-الدكتور صالح نجيدات

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 13/01/22 00:57

على سلطاتنا المحلية ان ترتقي ببلداتنا الى الافضل , احيانا ادخل الى مدن عربية ولا اشعر ان مواصفات المدينة الحديثه تنطبق عليها , وكل مواطن يعرف هذا الوضع ويشعر بالنواقص الموجودة في بلده نتيجة سياسة الاجحاف للحكومة اتجاه سلطاتنا المحلية , واحيانا كثيرة كذلك نتيجة تقصير السلطة المحلية نفسها حيث تنقص بعض سلطاتنا المحلية روح المبادرة , ولكن هنالك طموح عند المواطن يحلم ويرغب ان تقوم بها كل سلطة محليه في بلده وهي ان ترتقي الى الحداثة المطلوبه وان تلعب السلطة المحلية دورا فعالا ومهما وتقوم بنشاطات وبرامج تربوية داخل بلده , وانا اعتبر ان كل سلطه محلية هي عباره عن دويلة صغيرة داخل الدولة الكبيرة , فلها صلاحيات وهي مسؤولة عن جميع مناحي حياة المواطن , والمواطن يطالبها ان تهتم بجودة حياة المواطنين ورفاهيتهم وتحسين مستوى الخدمات , وتحسين مستوى التعليم، وتقوية انتماء الفرد لمجتمعه , وزرع هذا الانتماء في الأجيال الصغيرة منذ نعومة اظفارهم بالتربية والتعليم , كي تحررهم من التعصب والانتماء العائلي , كما هو موجود اليوم في بلداتنا وتجعل انتمائهم لمجتمعهم ولبلدهم , لان الانتماء للبلد وللمجتمع يجعلهم يحافظون على الممتلكات العامة وليس تخريبها وحرقها كما يحصل اليوم في بعض البلدات ,وعليها ترسيخ أسلوب الحوار والاحترام بواسطة التربية والتعليم في المدارس كأسلوب في التعامل اليومي لدى المواطنين مع بعضهم البعض , كبديل لاستعمال العنف ونبذه , وهذا يأتي ضمن سعيها المستمر للإسهام في تحقيق مستقبل مشترك وافضل لجميع مواطنيها.
ويجب على السلطة المحلية تطوير التوجهات والممارسات التربوية حتى تكون مجسدة بالطموحات المشتركة ومكافحة العنف ، وتنمية قيم الحوار وتحقيق أهداف الاستقرار والسلم الأهلي داخل المجتمع , وعليها دمج قيم المواطنة في المناهج الدراسية والممارسات التعليمية منَ اجل الإسهامِ الإيجابي في بناءِ المجتمع , لان الصراع بين العائلات على كرسي السلطة مزق النسيج الاجتماعي في بلداتنا واحدث شقا و هوة عميقة بين أبناء البلد الواحد جعل من الصعب جسر هذه الهوة واجراء مصالحة بين مكونات المجتمع الواحد ، وعلى السلطة تدعيم التعايشِ السلمي القائم على الاحترام والمساواة بين مكونات المجتمع متعددِ الأديانِ والاتجاهات ، وتعمل على إيجاد جٍو يسوده الحوار والاحترام ، ونبذ التطرفِ والعنف. وعلى السلطة المحلية الاهتمام بالشباب واقامة نوادي رياضية وملاعب لتفريغ طاقات الشباب بما هو إيجابي وابعادهم عن العنف والتسكع , وكذلك بناء المكتبات العامة لتشجيع القراءة والمطالعة وكذلك بناء المسارح بالاضافة الى اقامة الحدائق العامة لتحسين الأجواء والتنزه , وكذلك علاج كل الظواهر السلبية بواسطة أذرعها الاجتماعية متمثلة بمكاتب الخدمات الاجتماعية والتربوية .
يجب غرس مفاهيم المواطنة الصالحة ، والعمل على إصدار وتنفيذ العديد من البرامج والخطط التربوية وإعداد وتدريب طلاب المدارس على ذلك ، والعمل على الانتساب الحقيقي للمجتمع فكرا ووجدانا ، وجعل الأفراد الاعتزاز بهذا الانتماء عن طريق الالتزام والثبات على المناهج والتفاعل مع احتياجات المجتمع ، وتتجلى هذه التفاعلات من خلال بروز الاعتزاز بالانتماء للمجتمع والمحبة العميقة له والتي تتجسد عن طريق الانغماس في حمايته والتضحية لأجله. وهذا ما نحتاجه ويحتاجه مجتمعنا وارجوا ان تقبل سلطاتنا المحلية خارطة الطريق لتحسين الأوضاع في جميع مناحي الحياة.
 

مقالات متعلقة