الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 00:02

عام جديد

بقلم: سليم شومر

سليم شومر
نُشر: 30/12/21 23:51,  حُتلن: 17:24

ستغيب شمس هذا اليوم من اخر يوم في هذه السنة 2021 لتشرق من جديد في يوم جديد ونصلي ان يكون يوما افضل لسنة افضل في حلة جديدة مع ميلاد جديد لسنة جديدة تترك مصائبها وحروبها وويلاتها من ورائها لتستقبل هذا العام بالصفاء والبهجة عام 2022 التاريخ الماضي السنين والأيام الساعات والثواني والدقائق تمضي الى غير رجعة ونحن أيضا نمضي ونسير مع دقات كل ثانية نشاهد حاضرنا ولكننا لا نستطيع ان نشاهد مستقبلنا ولا ندري ماذا يخبئ لنا الزمن القادم ولا ندري أي شيء عن المسألة القادمة في مسار حياتنا بل نقف عاجزين عن حكمة القدر بالتنبأ بالمستقبل " وكذب المنجمون ولو صدقوا ".

الوقت يجري من دون توقف ونحن دائما على امل ان نحقق امانينا التي عجزنا عن تحقيقها في العام المنصرم ونحلم بتحقيقها العام القادم نحلم بالكثير الكثير من الأحلام ولا يوجد حد لنا نحن بني البشر للتأمل والتنبأ بما هو افضل لنا، بضع من الساعات تفصلنا عن العام الجديد القدم من دون استئذان قادم بما لا نعلم من احداث ونحن كالوهم امام الحقيقة لا ندرك شيئا عما سيأتي والله رب العلمين ينجينا من الأت. غير اننا نعلم اننا في هذه السنة المنصرفة الى غير رجعة هي وويلاتها الويلات التي عجز القرن ال 21 عن مجابهتها بالرغم من كل التقنيات والتكنولوجيا المتطورة فمجابهة الكورونا كانت من اشد مصائب هذه السنة وقد حصدت الكورونا أرواح العديد من البشر وعانى الكثيرون من بلاء هذا المرض اللعين، كشف إحصاء لوكالة الأنباء الفرنسيو استنادا إلى مصادر رسمية، أن فيروس كورونا قد أودى بحياة ما لا يقل عن 875,703 أشخاص في العالم، منذ الإعلان عن ظهور المرض في الصين نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي لن يتمكن العالم من فهم حجم التغيير الذي ستتركه جائحة كورونا على تاريخ البشرية إلا بعد إحصاء العدد النهائي للضحايا وتحديد المدة التي تمكن فيها الوباء من وقف العجلة الاقتصادية العالمية. فكلما طالت مدة المعركة مع الوباء، وخصوصا في الدول الصناعية الكبرى، كان حجم التغيير والتداعيات أكبر.

وفي انتظار ذلك، لا بد من قراءة بعض المؤشرات التي أصبحت واضحة، فقبل كوفيد 19 كانت نظرية الوباء القاتل أسيرة كتب التاريخ وأفلام هوليوود. وكانت أيضا مقتصرة على كثير من الأبحاث الطبية لفهم سرعة تطور الفيروسات ومناعتها المستمرة تجاه العلاجات وقدرة البكتيريا على الصمود أمام المضادات الحيوية. لكن هذه النظرية لم تعبر حاجز البحث العلمي إلى نطاق الأمن القومي الواسع. ويأمل علماء الطب والباحثون عن التخلص من هذا الوباء في السنة القادمة التي سنة 2022، الكثير من التداعيات الناجمة من هذا الوباء حولت الدنيا الى جحيم وتركت اثارا سلبية كثيرة سوف يحتاج العالم الكثير من الوقت حتى يتخلص منها. سنة الكورونا لن تغيب عن عقول البشر.

نودع هذا العام على امل بعام قادم افضل. ولعل ابرز الحداث التي المتنا كثيرا وقد شهد هذا العام ٢٠٢١ تصعيدا عسكريا ومواجهة عسكرية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل وعلى رأسها حركة حماس في قطاع غزة واستمرت ل ١١ يوما، حيث وصفها مراقبون بانها اشد وأعنف العمليات العسكرية منذ بدء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث لم يتمخض هذا الصراع الا ان الجبل ولد فأرا. ولا بد من اللأشارة هنا ان حدث اللقاء بين أبو مازن وبني غانتس أيضا من اهم الأحداث لسنة 2021 الذي نأمل ان يكون من ورائه تقدم ملموس في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وللاتجاه نحو السلام العادل والاستقرار للشعبين . لم ولن استطع في نهاية مقالتي هذه عزيزي القارئ عن عدم ذكر نهر الدم الذي يجري ويصب في بحر الدموع. الأم العربية التي تتألم اشد تألما والأب وكل من له علاقة وغير علاقة بهذا الذي تلقى رصاص الموت.

في هذه السنة سجل جريمة القتل هذه رقما قياسيا مأساويا جديدا في مسلسل سفك الدماء في المجتمع العربي في إسرائيل: الجريمة لا تتوقف وتمثل قفزة مروعة بنسبة 50% في معدل جرائم القتل بين المواطنين العرب في أربع سنوات فقط. للشرطة تقاعس كبير وفشل في الكشف عن الجناة ووقف الجريمة ولكن تتعدد أسباب انتشار العنف والجريمة في المجتمع العربي، ومن بينها: غياب العقاب، الفقر والبطالة، نقص الأراضي والمساكن، رعاية سيئة وغير شاملة للشباب المنبوذ اضافة الى الاغتراب الاجتماعي. لا اطيل عليك عزيزي القارئ ولن اخوض بالبحث في هذا الامر المؤلم اليوم هذه افة يجب التخلص منها سريعا فقط سأصلي من خلال هذا المنبر ومقالتي هذه المتواضعة وأتمنى ان يستيقظ مجتمعنا العربي من غفوته هذه وينهض في صباح اليوم القادم في السنة القادمة ويكون قد ترك الأجرام من ورائه ودحر الجريمة في عمق البحار.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة