يقول رسولنا الكريم : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وقال: " أنا وصاحب الخلق هكذا بالجنة " , فالأخلاق هي جوهر حياة الإنسان, وهي البوصلة التي تهديه الى الطريق المستقيم , فالدين بدون اخلاق كالمزهرية بلا ورود , واذا الدين غير مقترن بأخلاق الفرد لا تقل منه العبادات من صلاة وصوم وحج كما ورد في القرآن وسنة رسول الله صل الله عليه وسلم , فالاخلاق والقيم هي التي تضبط سلوك الإنسان , وهدف الدين تهذيب النفس وزجرها من ارتكاب المعاصي, والدين يحث الإنسان على كيفية التعامل مع أبناء عائلته وكيف يربي أولاده ويعامل زوجته , وكذلك كيف يعامل الآخرين بالحسنى والصدق والإخلاص , فالاخلاق هي أساس الدين , فما فائدة الصلاة والصوم والحج اذا لم يمتنع المتدين عن ارتكاب الفحشاء والمنكر ؟ , فالأخلاق الفاسدة ينتشر سمها بسرعة كبيرة بين الناس وتؤدي الى فساد الأخلاق للفرد والمجتمع , لأنها تستمدّ قوتها من بيئة نتنة عفنة تتكاثر فيها المعاصي والأخطاء.
ما فائدة التدين والصلاة اذا كنت قاطعا لرحمك ومعاديا لاخيك ولجارك ولابن بلدك ؟ ما فائدة التدين والصلاة اذا انت تخون شعبك ؟ ما فائدة التدين والصلاة اذا لم تحمي مجتمعك من الرذائل والفساد وتحافظ على السلم الأهلي داخل بلدك ؟ ما فائدة التدين اذا انت عنيف وصعب المراس ؟ ما فائدة التدين اذا انت تفتن بين الناس وصاحب قال وقيل ونميمة ؟ ما فائدة التدين اذا انت تسرق وتغش وتأكل أموال الناس بالحرام ؟ ما فائدة التدين وانت متمسك بالعصبية العائلية البغيضة وقلبك مليء بالحقد والكراهية على الاخرين؟ ,فإن هذه السلوكيات مخله بالقيم والأخلاق والعادات والتقاليد, وتخدش قيم الإنسان ومروءته وشهامته بل هذه التصرّفات منبوذة ولا تمت بصلة الى الدين .
فمكارم الأخلاق هي من اجمل الصفات التي يجب ان يتحلى بها الانسان , ورسولنا الكريم حث على حسن الخلق وقال ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق .
الدكتور صالح نجيدات