الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 07:01

لا يصحّ الّا الصّحيح

بقلم: الكاتب والأديب محمّد علي طه

محمّد علي طه
نُشر: 15/12/21 14:14,  حُتلن: 17:21

تصريحات الرّئيس الأمريكيّ دونالد ترامب للصّحافيّ الاسرائيليّ البارز باراك رافيد والّتي وصلت الى الشّتائم السّوقيّة البذيئة تكشف من عمق الجريمة الّتي ارتكبها الرّئيسان، الأمريكيّ والاسرائيليّ، بحقّ الشّعب الفلسطينيّ.
استغلّ بنيامين نتنياهو رئيسًا أمريكيًا مهزوزًا نفسانيًّا أو كما يقول العامّة "عندو برغي فالت" وأخذ منه كلّ ما يحلم به رئيس اسرائيليّ يمينيّ متطرّف، من نقل السّفارة الأمريكيّة من تل أبيب الى القدس واقفال القنصليّة الأمريكيّة في القدس العربيّة الّتي تخدم المواطنين الفلسطينيّين وخنق السّلطة الفلسطينيّة اقتصاديًّا والهجوم الشرس على الاونروا والاعتراف بضمّ الجولان السّوريّ وغير ذلك من القرارات الجنونيّة الّتي تسعى الى تغيّيب القضيّة الفلسطينيّة وطبعًا إلى أن يقود القطيع الخليجيّ الى تل أبيب.
من المؤكّد أنّ ترامب اقتنع بما سمعه من الرّئيس الفلسطينيّ بعد لقائه في المقاطعة برام الله وافترق الرّئيسان متفائلين الّا أنّ نتنياهو أعدّ شريطًا مزيّفًا يتحدّث فيه الرّئيس الفلسطينيّ عن إبادة إسرائيل وقتل اليهود رجالًا ونساءً وأطفالًا وعرضه أمام ترامب فتغيّر مائة وثمانين درجة.
وأصبح ترامب مثل "المعجونة" بأنامل نتنياهو، حتّى كدنا نحسبه عضوًا بارزًا في قيادة حزب الليكود.
واليوم بعد فشله الانتخابيّ والنّصر الّذي حقّقه منافس عجوز على رئيس في السّلطة جاء ترامب ليشتم نتنياهو ويفضح رفضه التّام للحلّ السّلميّ الّذي اقترحه أبو مازن ويعلن عن تدّخله في الانتخابات البرلمانيّة في إسرائيل دعمًا لصديقه نتنياهو.
شاهدت الابتسامات الصّفراء على وجوه عدد من الصّحافيّين المؤيّدين لنتنياهو وهم يستمعون الى مديح ترامب للرّئيس الفلسطينيّ الّذي يسعى جادًّا الى الحل السّلميّ وكيف وصفه "بالأب" وجاء هذا الكلام صفعة للأعلام الاسرائيليّ الّذي حاول شيطنة الرّئيس الفلسطينيّ ووصفه بإرهابيّ سلام.. وأن يزعم بأنّه لا يوجد شريك فلسطينيّ.. كذبة ايهود باراك!!
كذب نتنياهو وكذب طيلة اثني عشر عامًا ووصل الذّروة في فترة حكم ترامب، ولا يريد أن يفهم بأنّه لا سلام لمواطني إسرائيل بدون سلام عادل للشّعب الفلسطينيّ.
يا سبحان الله. يا مستر ترامب. لا يصحون ولا ينطقون بالحقيقة الّا بعد تقاعدهم.
هكذا القادة العسكريّون في إسرائيل.
وهكذا الجنرالات لا يعترفون بالحقيقة الّا بعد تقاعدهم.
وهكذا الأنكل ترامب.
وعلى الرّغم من ذلك ففي كلامه ما يفيدنا.
هل سيعتبر أعضاء حكومة التّغيير ممّا جرى؟
من يجرؤ على أن يقطع حاجز الخوف؟
هل نفتالي بنيت "كديش الطّرحة"؟
لا.. ثمّ لا.
هل يفعلها لبيد؟
هل يفعلها غانتس؟ هل تفعلها حكومة السّلَطَة؟
يشطّون وينطّون وهم سكارى بالقوّة العسكريّة.
جرّبوا الحرب.
جرّبوا الحصار. جرّبوا القتل والدّمار
جرّبوا الكذب.
جرّبوا وجرّبوا..
لا يصحّ الّا الصّحيح..
الحلّ موجود في يدّ طفل فلسطينيّ.
الحل موجود عند شيخ فلسطينيّ.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة