الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 12:01

أبو مازن ونتنياهو في ميزان ترامب.. حنون على عباس وغاضب على بيبي

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 14/12/21 10:35,  حُتلن: 14:33

المعروف عن الرؤساء الأمريكيين ولا سيما في العقود الأخيرة، أنهم يغيرون مواقف لهم بعد ابتعادهم عن الحكم. فبقدرة قادر يتغير الرئيس الأمريكي من مؤيد قوي لإسرائيل خلال حكمه إلى ناقد لها بعد الحكم. ولا أحد يعرف لماذا استفاقة الضمير هذه، فهل هي تكفير عن ذنب على الأقل قولاً أم أنهم الكتشفوا فجأة أنهم كانوا على خطأ.
حتى الرئيس الأمريكي السابق (المعتوه) دونالد ترامب الذي فعل لإسرائيل ما لم يفعله غيره من الرؤساء الأمريكيين السابقين "بق البحصة" وقال جهارة ان إسرائيل لا تريد صنع سلام. وبما أن ترامب عايش فترة تولي نتنياهو منصب رئاسة الحكومة الذي كان الإبن المدلل لترامب، إلاّ انه أبدى رأياً آخر فيه وقال علانية انه كاذب لا يريد أي سلام مع الفلسطينيين.
القناة العبرية 12 بثت تسجيلاً لمواقف الرئيس السابق ترامب، اعترف فيها بأنه يعتقد بأن (حبيب قلبو) نتنياهو “لا يريد صنع السلام، ولم يرد ذلك يوما". حتى أنه قال أكثر من ذلك. فقد زعم أنه منع نتنياهو من ضم أراضي الضفة الغربية بقوله (“غضبت وأوقفت ذلك”.)
لكن، متى اكتشف ترامب أن نتنياهو لا يريد السلام؟ ولماذا بقي مؤيداً له ولنهج إسرائيل؟ ولماذا هذا التغير فجأة؟ يقول ترامب:" عندما قدمنا الخرائط كجزء من خطة سلام كان رد فعل نتنياهو: "أوه هذا جيد، جيد، كل شيء كان دائما على ما يرام، لكنه لم يكن أبدا كذلك لم يكن نتنياهو يريد ابرام اتفاق”.
في وقت سابق من هذا العام قال ترامب للصحافي باراك رافيد الذي يقوم بتحضير كتاب جديد عن ترامب، انه شعر مع مرور الوقت أن نتنياهو لم يكن معنيا حقا بالتوصل إلى تسوية، وأنه عندما تولى منصبه، طلب من نتنياهو تقديم مبادرات تجاه الفلسطينيين، واقترح احتمال تجميد المستوطنات في الضفة الغربية، لكن نتنياهو اعترض في كثير من الأحيان، وقال :“’حسنا، لنفكر في الموضوع، دعنا لا نتحرك بسرعة، فقلت له: "لحظة واحدة، أنت لا تريد ابرام اتفاق”. لقد اعترف ترامب أنه كان مخطئاً عندما "اعتقد بأن الفلسطينيين مستحيلون، وأن الإسرائيليين سيفعلون أي شيء لصنع السلام والاتفاق، ولقد وجدت أن هذا ليس صحيحا”.
أنا شخصياً لا أصدق أي كلمة حتى ولا أي حرف مما قاله ترامب لأنه بكل صراحة كاذب. ما دام ترامب كان يعرف حسب قوله: "لا أعتقد أن بيبي كان سيبرم اتفاقا على الإطلاق". فلماذا إذا قدم له كل هذه المساعدات والدعم بشكل غير عادي فاق كل تصور؟
ويضيف ترامب قائلاً:" أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أراد ابرام اتفاق أكثر من نتنياهو. وسأكون صادقا في القول ان لقائي كان رائعاً مع عباس وقضينا الكثير من الوقت معا نتحدث عن أشياء كثيرة." حتى أن المديح والحنية لعباس وصلت بترامب إلى أبعد من ذلك، حيث قال:" ان عباس كان تقريبا مثل الأب، أعني، لقد كان لطيفا جدا، لم يمكنه أن يكون ألطف من ذلك، وكان بإمكاننا بالتأكيد إبرام اتفاق.” ولو كان ترامب صادقاً لما ترك عباس وأضاق الخناق عليه وعلى شعبه.
لقد اعترف ترامب أنه كان مخطئاً عندما "أعتقد بأن الفلسطينيين مستحيلون، وأن الإسرائيليين سيفعلون أي شيء لصنع السلام والاتفاق، ولقد وجدت أن هذا ليس صحيحا”. مرة أخرى ترامب كذاب كبير. فما دام الأمر كذلك ، وما دام هو نفسه شعر بالإحباط من نتنياهو، فلماذا قرر الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأعلن نقل السفارة الأمريكية إلى هناك، مما دفع الفلسطينيين إلى قطع العلاقات مع واشنطن.؟
في كتابه (Landslide: The Final Days of the Trump Presidency) بالعربية " “انجراف التربة: الأيام الأخيرة لرئاسة ترامب” الذي صدر في شهر يوليو/تموز الماضي، ذكر الصحافي الأمريكي مايكل وولف أن الرئيس الأمريكي السابق ترامب اعتبر رسالة التهمئة من نتنياهو إلى بايدن انها “خيانة مطلقة” في إشارة واضحة من ترامب إلى أن نتنياهو ناكر جميل ونسي كل فعله له ترامب.
وفي حديثه إلى الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد في شهري أبريل ويوليو الماضيين، في إطار العمل على كتاب جديد باللغة العبرية بعنوان “سلام ترامب” والذي يتناول اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبلدان عربية، والتي تمت بوساطة إدارة ترامب، يقول ترامب:" “لم يفعل أحد أكثر مني لبيبي، وأنا أحببت بيبي، وما زلت أحب بيبي و لقد كان الرجل الذي فعلت من أجله أكثر من أي شخص آخر تعاملت معه.”

مقالات متعلقة