الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 25 / أبريل 21:02

رسالة الى أم الفحم

بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 13/12/21 20:38,  حُتلن: 09:23

الى أهلنا في مدينة ام الفحم.. أرجو أن تفتحوا صفحة جديدة بعلاقاتكم بوجود الشيخ رائد صلاح بينكم.

اهلا بك شيخ رائد صلاح بين اهلك وأبناء بلدك وشعبك. سكان ام الفحم اليوم بأمس الحاجة لوجودك وتدخلك لما تملكه من جاه واحترام وتقدير عند الجميع لوقف شلال الدم النازف. ام الفحم بحاجة الى اجراء مصالحة عامة وخاصة بين العائلات المتنازعة بأسرع وقت ممكن لوقف ارتكاب الجرائم. مارد العنف يوقع الضحايا من شبابنا الواحد تلو الآخر، ومن افضل منك شيخنا الفاضل بالقيام بإصلاح ذات البين في بلدك؟ ام الفحم بحاجة الى لجم مرتكبي الجرائم والعنف ووضع حد للفوضى والانفلات، وهي بحاجة الى وقف سباق التسلح بالسلاح المهرب لأن هذا السلاح هو سبب هذا البلاء وارتكاب الجرائم.

شيخنا الفاضل، خلال دراستي لعلم الجريمة في الجامعة العبرية في اول سنوات الثمانينات تعلمت مساق باللغة العبرية باسم (שיקום עבריינים על-ידי אנשי דת)  وفي حينه كانت الحركة الإسلامية في اول تأسيسها والسباقة في معالجة الجريمة  في ام الفحم، وحينها قابلتك ورجال دين آخرين في ام الفحم. استطعتم في ذلك الوقت معالجة حالات وتأهيل نسبة لا بأس بها من الذين تورطوا مع القانون وارجعتموهم الى حضن المجتمع، ويا ليت الحركة الإسلامية اليوم تعيد الكرة مرة أخرى و تعود لتأهل وتعالج وتصلح، بل وتخلص ام الفحم من العنف والجريمة بواسطة رجال الدين. اليوم رجال الدين في أمريكا وألمانيا يعالجون المجرمين وهم بالسجون ومؤسسات الاحداث، وحسب أبحاث علم الجريمة نجحوا حيث فشل العمال الاجتماعيون و الأختصاصيون النفسيون بعلاجهم وتأهيلهم، وكذلك اليوم رجال دين يهود يعالجون المجرمين اليهود في السجون الاسرائيلية بما يسمى بالعبرية  (חזרה בתשובה) أي التائبون، فلماذا لا يقوم رجال الدين بهذه التجربة؟

السجناء الجنائيون من مجتمعنا يُنبذون من قبل المجتمع بعد انتهاء محكوميتهم ولا يلقون أي علاج أو اهتمام وهم باقون في مستنقع الجريمة ويجب علاج هذه الشريحة وإخراجها من دائرة العنف.

شيخنا الفاضل، المطلوب اليوم التركيز على علاج المشاكل الاجتماعية المتراكمة، وبالذات علاج العنف المتزايد في ام الفحم وفي بلداتنا الأخرى والذي يجب ان يكون في اول سلم الافضليات، لان هناك عجز تام بعلاج آفة العنف التي تغلغلت في مجتمعنا الى النخاع و أنهكته، فقد قتل أكثر من 120 شابا منذ بداية السنة وحتى اليوم وهذه نكبة اجتماعية من العيار الثقيل.

شيخنا الفاضل، قبل اعتقالك الجائر، فضيلتكم اقترح إقامة لجان شعبية لافشاء السلام في بلداتنا وبعد اعتقالك توقف هذا المشروع، وارجو من فضيلك المبادرة من جديد لإعادة إقامة هذه اللجان الشعبية لافشاء السلام في بلداتنا مرة أخرى لان بلداتنا بأمس الحاجه لهذه اللجان.

شيخنا الفاضل، أوضاع مجتمعنا لا تسر صديق ولا عدو. العنف في المجتمع بازدياد وانعكس على طلابنا والمخدرات غزت مدارسنا، والإهمال الاسري لا زال سيد الموقف ولم نتعلم ونتعظ من أخطاء الماضي، فنحن بأمس الحاجة الى بناء الإنسان وتربيته تربية سليمة، وهذا بحاجة الى خطة تربوية تبنى على يد رجال التربية والاجتماع وعلم النفس وعلم الجريمة ورجال الدين، لتطبق في مدارسنا وتتبناها سلطاتنا المحلية لضمان مستقبل أجيالنا.

  موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان alarab@alarab.com   

مقالات متعلقة