الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 18 / أبريل 10:02

الجنديان المخلصان ومنصور عباس العربي الجيد/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 06/12/21 11:16,  حُتلن: 13:17

القيادة الإسرايلية السياسية والعسكرية وقفت إلى جانب الجندية والجندي اللذين أعدما الشهيد محمد شوكت أبو سليمة في باب العامود وهو جريح ممدد على الأرض. رئيس الحكومة بينيت قال:" المقاتلة والمقاتل، تصرفا بشكل ممتاز تماما كما هو مطلوب من المقاتلين في مثل هذه الحالة العملياتية وهما يستحقان تقديرنا ودعمنا جميعا".
وزير الخارجية، لبيد، فقد عبر في تغريدة له على "تويتر" قوله: "أدعم قوات الأمن وعناصر حرس الحدود الذين تصرفوا بسرعة وحزم، أدعم جنودنا، ". أما وزير الدفاع بيني غانتس فقد شدد على أن "قتل منفذ العملية بهذه الطريقة، هو عمل احترافي وحازم، وسنواصل العمل في كل الساحات لحماية أمن الإسرائيليين".
قائد "حرس الحدود" ، أمير كوهين، التقى أمس الأحد بالجندي والجندية اللذان أعدما الشهيد حينما كان مصابًا ومستلقيًا على الأرض، وأعاد أسلحتهما وأمرهما بالعودة إلى النشاط العملياتي في الميدان.. وقال كوهين للجنديين: "لقد تصرفتم في الحادث بسرعة وبإصرار واحتراف"
وزير الأمن الداخلي عومر بارليف أعرب عن دعمه للعنصرين في شرطة حرس الحدود اللذين أطلقا النار على الشهيد أبو سليمة وأرداه قتيلا، قائلا:" إنهما تصرفا كما هو مطلوب، على الرغم من تحقيق وحدة التحقيق مع في الحادث ولم تكن هناك حاجة لاستجواب الشرطيين على الإطلاق، والإجراء كان روتينيا في الواقع." وبحسب إذاعة الجيش، فإن رئيس الوزراء نفتالي بينيت، ، لم يكن راضيا عن قرار فتح تحقيق.
تصوروا هذه العنصرية الكريهة: يقتلون بحقد ويدافعون عن القتلة ويعترفون بعدم جدوى التحقيق مع القتلة. الشهيد تم إطلاق النار عليه وهو مصاب وملقى على الأرض وكان عاجزاً عن الحركة. يعني قتلوه بكل دم بارد وهو ينزف، وهذا التصرف اللاأخلاقي يتنافى مع كل الأعراف الدولية والإنسانية. جندي وجندية يطلقان النار على جريح رغم سقوطه على الأرض مضرجا بدمائه، كان ما زال على قيد الحياة. وبدلاً من العمل بما تقتضيه الأعراف الإنسانية من معالجة الجريح فقد فتحت الجندية والجندي النار على المصاب الجريح.
في ظل هذه الزوبعة من التصريحات المتعددة من قادة الائتلاف الحاكم ومن عسكريين، والمؤيدة لقتلة فلسطيني جريح، لم نسمع صوت منصور عباس أو أي أحد من قائمته حول هذا الحادث. الصوت العربي الوحيد الذي سمعناه من الائتلاف هو صوت عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي من حزب “ميرتس” الذي وجه انتقاداً لسلوك الشرطة، فقد قال: “في مواجهة محاولة القتل، يجب إطلاق النار على المهاجمين لإنقاذ الأرواح، وليس من أجل إزهاق أرواح [المهاجمين] عندما لا يشكلون تهديدا”. كلام خجول ومتواضع ، لكنه رفع صوته.
والسؤال المطروح: أين منصور عباس؟ أين أعضاء القائمة العربية الموحدة الآخرين، وهي القائمة المشاركة في الائتلاف الحاكم؟ أين اختفى صوت منصور عباس خصوصاً في هذا الوقت بالذات؟ فهل الدم الفلسطيني يهون عليه لهذه الدرجة؟
من الممكن بل وعلى الأكثر أن منصور عباس يتصرف دائماً بالشكل الذي يرضي رئيسه بينيت. فكيف يمكن لسياسي مثل عباس يرى شركاءه اليهود في الائتلاف ينحازون علانية إلى جانب قتلة ابن جلدته الفلسطيني ويدافعون عنهم، وهو يلتزم الصمت؟ كيف يسمح له ضميره بذلك إلا إذا كان الدم الذي يجري في عروق عباس ليس فلسطينياً أو أنه بصمته هذا يريد التأكيد لبينيت أنه عربي جيد وفي لائتلافه؟
على الأقل يا شيخ منصور بيان متواضع من القائمة العربية االموحدة ولو لمجرد رفع عتب حول حادث إعدام الشهيد أبو سليمة. أم أن هذا عير مسموح لك أيضاً؟ وهل تدري يا شيخ منصور أن ما فعله الجيش الإسرائيلي هو "جريمة حرب" لأن إطلاق النار على شخص مصاب ممدد على الأرض في الوقت الذي لم يعد يشكل فيه تهديدا، هو جريمة حرب؟



 

مقالات متعلقة