الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 19 / مارس 03:02

الكراهية وضبط النفس

بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 04/12/21 11:26,  حُتلن: 11:34

تحدث معي عدد من الأخوات والأخوة سواء هاتفيًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي أوبلقاءاتنا المباشرة الوجاهية شاكرين لنا في أكاديمية الشهيد عثمان أبوغربية نشر عدد من الملفات الحركية بعناوين: مظاهر التفكير الايجابي وبرمجته، وثلاثون مسلكية تجعلك ديموميًا غير قابل للتوقف،والذكاء العاطفي في العمل والعقلي،والاصغاء الايجابي، وكيف يبدو الناس من وجهة نظرك. ومعددين عددًا آخر من هذه التعاميم أو الملفات ذات الصبغة التربوية الاجتماعية النفسية ذات الصلة بالمجتمع والجماعة والتنظيم والفرد عامة أينما وجد، فإن أكثرهم أشاد كثيرًا بأحد الملفات الأخيرة التي أصدرناها المعنونة: فن ضبط النفس، الصبر في مواجهة الغضب والضغوط ضمن الاتصالات، والاعتذار.

ذات الأخوات والأخوة رغم أهمية ما نشرناه -كما قالوا- وضرورة الاهتمام به تنظيميًا الى جانب الاهتمام بالزوايا التثقيفية التاريخية والسياسية والنظامية والأدبية أسهبوا في شرح ما رأوه انتشار ظاهرة سيئة وسلبية في فلسطين وهي ظاهرة الغضب والكراهية، مؤكدين على الكراهية داخل صفوف التنظيم (المنظمة السياسية)، والتي افترضوا أنها أصبحت تمثل طبيعة كثيرمن العلاقات غير الصحية، والتي تنتج الحقد والغضب وغيره ما يؤدي لتقويض العمل التنظيمي وتستهلك الوقت ليس في العمل وإنما في إعاقة عمل الآخرين.

اقتباسًا من ملفنا الاجتماعي النفسي في التربية الذاتية حول فن ضبط النفس المشار إليه من قبل الأخوة والاخوات يمكننا أن نحيلكم للاطلاع عليه مشددين على الاهتمام، ونقتبس فقط النبذة التالية لنقول: جرب هذه الاستراتيجيات لإعادة صياغة تفكيرك:

*تجنب كلمات مثل "أبدًا" أو "دائمًا" عندما تتحدث عن نفسك أو عن الآخرين. تجعلك عبارات مثل "هذا لا يعمل أبدًا" أو "إنك تنسى دائمًا الأشياء" تشعر أن غضبك له ما يبرره. مثل هذه العبارات تنفر أيضًا الأشخاص الذين قد يكونوا على استعداد للعمل معك لإيجاد حل.

*استخدم المنطق: حتى عندما يكون هناك ما يبرره ، يمكن أن يصبح الغضب سريعًا غير منطقي. ذكّر نفسك أن العالم في الخارج لن يقضي عليك. افعل ذلك في كل مرة تبدأ فيها بالشعور بالغضب ، وستحصل على منظور أكثر توازناً .

* قم بترجمة التوقعات إلى رغبات. يميل الأشخاص الغاضبون إلى المطالبة بأشياء، سواء كانت عدالة أو تقديرًا أو اتفاقًا أو استعدادًا للقيام بالأشياء بطريقتهم. حاول تغيير مطالبك إلى طلبات. وإذا لم تسر الأمور كما تريد ، فحاول ألا تتحول خيبة أملك إلى غضب.

* استرخِ:. يمكن أن تساعد استراتيجيات الاسترخاء البسيطة ، مثل التنفس العميق والتخيل المريح ، في تهدئة مشاعر الغضب. إذا كنت تمارس واحدة أو أكثر من هذه الاستراتيجيات كثيرًا ، فسيكون من الأسهل تطبيقها عندما تتملكك مشاعر الغضب.

*التنفس (العميق) المركز. التنفس الضحل هو التنفس الغاضب. تدرب على أخذ أنفاس بطيئة ومضبوطة تتخيلها تخرج من بطنك بدلاً من صدرك. تخيل تجربة استرخاء من ذاكرتك أو خيالك، استرخاء عضلي تدريجي. باستخدام هذه التقنية ، تقوم بشد ثم إرخاء كل مجموعة عضلية واحدة تلو الأخرى. على سبيل المثال ، قد تبدأ بأصابع قدمك ثم تشق طريقك ببطء إلى رأسك ورقبتك.

*تحسين مهارات الاتصال الخاصة بك. غالبًا ما يقفز الناس إلى الاستنتاجات عندما يكونون غاضبين ، ويمكنهم قول أول شيء (غالبًا ما يكون غير لطيف) يخطر ببالهم. حاول التوقف والاستماع قبل الرد. ثم خذ وقتك في التفكير مليًا في الطريقة التي تريد الرد بها. إذا كنت بحاجة إلى الابتعاد عن الهدوء قبل مواصلة المحادثة ، فاقنعك بالعودة لاحقًا لإنهاء المناقشة.

*كُن نشِطا جسديًا. يمكن أن تساعدك التمارين البدنية المنتظمة في تخفيف الضغط وحرق التوتر الزائد وتقليل التوتر الذي يمكن أن يؤجج نوبات الغضب.

*تعرف على (وتجنب) محفزاتك. فكر في الأشياء التي تجعلك غاضبًا. إذا كنت تعلم أنك تغضب دائمًا أثناء القيادة في وسط المدينة في ساعة الذروة ، فاستقل الحافلة أو حاول تعديل جدولك الزمني لجعل الرحلة (السفرة) في وقت أقل ازدحامًا. إذا كنت تتجادل دائمًا مع زوجتك في الليل، فتجنب طرح الموضوعات المثيرة للجدل عندما يكون كلاكما متعبًا. إذا كنت منزعجًا باستمرار لأن طفلك لم ينظف غرفته ، أغلق الباب حتى لا تضطر إلى إلقاء نظرة على الفوضى.

لا يمكنك التخلص تمامًا من مشاعر الغضب. لكن يمكنك إجراء تغييرات على الطريقة التي تؤثر بها هذه الأحداث عليك ، والطرق التي تستجيب بها. من خلال بذل الجهد للسيطرة على غضبك، ستكون أنت والأشخاص المقربون منك أكثر سعادة على المدى الطويل.

في الأدبيات الحركية نتعلم أن نتعامل مع العقل والنفس والضمير والجسد فلا نهمل أي منها، ونجد حول الموضوع فيما كتبه الراحل الكبير عثمان أبوغربية الكثير، كما نجد في أدبيات الحركة حول قواعد المسلكية في المجالات المختلفة المهم والمثير حقًا، واختلاف العصر وتطور العلوم يفرض علينا التجدد والانتباه جديًا لما أشارت له الحركة بالتثقيف والتربية الذاتية النفسية والضميرية والفكرية والجسدية، ولما آلت اليه البحوث العلمية الجديدة الهامة ما يجب أن نطلع عليه.

وعودة لحديثنا وحوارنا حول الكراهية، فلقد تحدثوا عن الكراهية مفترضين أن منها نتيجة الشعور بالنقص أوالحسد أو الشعور بالغبن والظلم، وتظهر بحالات الشتم أو السخرية أو الإزدراء بالآخرين، وتحدثواعن عائلات فيها أشخاص ضيقو النظر الذين يؤثّرون بأولادهم، وكأنهم يورثونهم كراهية ضد أشياء أو أشخاص أو جماعات ما، ما يشعل أوار كراهية الأشياء أوالأشخاص أوالجماعة الأخرى.

تمنوا علينا أن نتمكن من نشر مادة علمية نفسية اجتماعية تنظيمية حول هذا الداء أي حول الكراهية والقضاء عليها وقمنا في أحد ملفاتنا بعد أن اجرينا الاتصالات والحوارات مع المعنيين بانتخاب مجموعة من المقالات والمداخلات الهامة والتي تنشر لاحقًا.

لعلنا معًا، ومع أنفسنا في جهادنا الداخلي، نقضي على نار دواخلنا ونتيح المجال لأنوارنا الداخلية أن تضيء دروب حياتنا.

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com 


مقالات متعلقة