الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 23 / أبريل 16:02

أورام الغدد العصبيّة الصمَّاويّة

بقلم: د.محمّد شيخ أحمد

د.محمد شيخ أحمد
نُشر: 01/12/21 14:00,  حُتلن: 18:11

* د.محمّد شيخ أحمد، أخصّائيّ الأمراض الباطنيّة وأمراض الغدد الصمّاء، قسم أمراض الغدد الصمّاء في المركز الطبيّ "بني تسيون" في حيفا، ولئوميت خدمات صحيّة

بمناسبة اليوم العالميّ لزياد الوعي حول أورام الغدد العصبيّة الصمَّاويّة (والّذي يحلّ بتاريخ 10 تشرين الثاني من كلّ سنة) نقدّم لكم بعض المعلومات حول هذه الأورام. أورام الغدد العصبيّة الصمَّاويّة ( وتُسمَّى بالإنجليزية Neuroendocrine tumors ) هي أورام تنشأ في خلايا تُسمَّى الخلايا العصبيّة الصمَّاويّة. مثلاً: في البنكرياس، وهو عضو يفرز هرمونات كهرمون الإنسولين، يمكن أن ينشأ ورم من خلايا تُفرِز الإنسولين بشكل فائض، ممّا يؤدّي إلى ظهور حالات متكرّرة لهبوط السكّر في الدم.
تُعدّ أورام الغدد العصبيّة الصمَّاويّة أورامًا نادرة: هنالك حوالي 400 حالة جديدة كلّ سنة في إسرائيل. يُمكن أن تظهر هذه الأورام في أيّ مكانٍ من الجسم، كالرئتين، المعدة، الزائدة، الأمعاء الدقيقة، الغدة الدرقيّة، الغدة الكظريّة (الّتي تقع فوق الكلية)، البنكرياس، وفي أعضاء أخرى.

 د.محمد شيخ أحمد


هنالك أنواع مُتعدِّدة من هذا النوع من الأورام. غالبيتها تنمو ببطء، ويمكن اكتشافها بعد سنوات من نشوئها، لكنّ بعضها تستطيع أن تنمو بسرعة كبيرة. تُنتِج بعض هذه الأورام هرمونات زائدة، ولا تفرز الأخرى الهرمونات بالمرّة.
لا تظهر علامات المرض في جميع المرضى، وفي بعض الحالات يتمّ الكشف عن المرض بالصدفة: مثلاً عن طريق فحص الCT أو تنظير المعدة أو خلال عمليّة لاستئصال الزائدة. عند ظهور الأعراض فإنّها قد تشمل أوجاع البطن، الإسهال، إنخفاض الوزن وأعراضًا أخرى. في حالات انتشار الورم السرطانيّ، يمكن أن تظهر أعراض إضافيّة، مثل احمرار الجلد (ويشعر المريض بسخونة في الوجه والجزء العلويّ من الصدر مع تغيُّر لونهما ما بين الورديّ والبنفسجيّ(، صعوبة في التنفُّس وهبوط في ضغط الدم.
عند التشخيص، يقوم الطبيب بتوجيه المرضى لعيّنة من الورم. تُحدّد العيّنة نوع المرض ومدى قابليّته للانتشار في الجسم. يعتمد العلاج في المرحلة الأولى على استئصال الورم بواسطة عمليّة جراحيّة، أو بواسطة إزالة الورم في المعدة أو الأمعاء الغليظة بمساعدة أدوات خاصّة خلال فحص التنظير. في بعض الحالات، يقوم الطبيب بتوجيه المرضى لفحص الPET CT للكشف عن مدى انتشار المرض.
بعد استئصال الورم، يمكن للطبيب أن يكتفي بالمتابعة دون الحاجة لعلاج إضافيّ. تعتمد المتابعة الطبيّة على الفحص الدوريّ، فحوصات الدم والبول، فحوصات التصوير الطبيّ والتنظير. في حالات انتشار المرض أو ظهور عوارض أخرى، نستعمل دواءً يعمل على منع انتشار المرض أو تخفيف حدّة الأعراض، يُعطى على شكل حقنة في الجلد مرّة كلّ أربعة أسابيع. عند تقدّم المرض، يتمّ استعمال علاجات بيولوجيّة، أو علاج بالأشّعة الخاصّة الّتي يمكنها القضاء على الورم. في كثير من الحالات، يكون الورم غير خطير، بإمكاننا السيطرة عليه ويمكن للمريض أن يتعايش مع المرض لسنوات طويلة دون تقصير متوسّط العمر المتوقّع.
يظهر المرض أحيانًا ضمن مُتلازمات جينيّة. مثلاً: هنالك متلازمة جينيّة تُدعى: متلازمة الورم الصمّاويّ المتعدّد من النوع الأوّل (Multiple endocrine neoplasia type 1)، وهي مرض وراثيّ تنتج فيه أورام في الغدّة النخاميّة الّتي في الرأس (وفي معظم الحالات يؤدّي المرض لارتفاع في مستوى هرمون الحليب، ممّا يسبّب أوجاع رأس واضطراب العادة الشهريّة عند النساء)، أورام في الغدد المجاورة للغدّة الدرقيّة ( ممّا يؤدّي لارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم) وأورام في البنكرياس يمكن أن تؤدي لحرقة في المعدة، أوجاع بطن أو هبوط في مستوى السكّر في الدم. عندما تظهر أورام الغدد في مرضى لديهم هذه المتلازمة، يجب توجيه جميع أقارب المرضى من الدرجة الأولى إلى فحص جينيّ للكشف حول إمكانيّة حمل الجين المصاب. تتمّ متابعة المرضى حاملي الجين المصاب من أجل الكشف المبكّر عن أورام الغدد العصبيّة الصمَّاويّة.


تعمل في المركز الطبيّ بني تسيون في حيفا عيادة خاصّة لعلاج مرضى أورام الغدد العصبيّة الصمَّاويّة، تابعة لقسم الغدد الصمّاء. يتمّ التعاون بين عدد من المختصّين ضمن العيادة لتقديم أحدث العلاجات للمرضى: أطبّاء متخصّصون في الغدد الصمّاء، أطبّاء جرّاحون، أخصائيّون لعلاج السرطان، أخصائيّو أمراض الجهاز الهضميّ وأخصائيّون في طبّ الأشعّة. لتحديد دور في العيادة: 048359315 أو عبر الموقع الإلكترونيّ للمركز الطبيّ بني تسيون.

مقالات متعلقة