الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 03:01

اياكم والتعصب العائلي البغيض الذي يأكل الأخضر واليابس/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 30/11/21 09:45

الكثير من قرانا ومدننا تضم جميع الطوائف وكلنا اخوان في المواطنة ، وما احوجنا هذه الايام لنبذ الطائفيه والعائلية والتعصب البغيض الذي سبب ويسبب لنا الكثير من المشاكل ويفرق شملنا، فكلما تشاجر اثنان من عائلتين مختلفتين أدى الى شجار عائلي يخلف ويترك الكثير من المضاعفات السلبية ويهدد السلم الأهلي، وهذه الشجارات العائلية أدت الى سباق التسلح بالسلاح المهرب الذي يشكل نقطة تحول خطيرة على العلاقات بين أبناء البلد الواحد ونشهد يوميا اطلاق نار وعنف قاتل يقلق مضاجعنا.

للأسف نعيش واقعا مقلقا وعلينا ألا نتغافل عنه ونسعى لإيجاد الحلول له عن طريق التوعية في المدارس والمساجد والكنائس والخلوات بتكثيف التوعية وشرح أضرار التعصب وما تحدثه من فرقة بين أبناء البلد الواحد، فهناك عدم اكتراث مما يحدث في مجتمعنا بالرغم من خطورة الأوضاع، ويجب على المؤسسات المذكورة أعلاه توعية الشباب والطلبة الصغار بخطورة التعصب الديني والعائلي، وعلينا أن لا نقحم وندخل أولادنا في صراعاتنا العائلية والسياسية، ونعتبر ونتعظ مما حدث ويحدث في دول الجوار حولنا حيث أعداء الامة شجعوا هذه العصبيات ونشروا الفتن التي أشعلت الحرب الأهلية التي أكلت الأخضر واليابس وادت الى العنف والقتل والانتقام الهمجي بأبشع صوره .

للأسف هناك غياب للعقلاء في مجتمعنا وأصبح تطبيق للمثل الذي يقول: "جهال بدون عقال راحوا قطايع " .علينا ان لا نغض الطرف عن هذه العصبيات الخطيرة ونعي مضاعفاتها السلبية جدا، وأن لا نقحم أولادنا في خلافاتنا ونغرس بهم العنف والعصبيات على أنواعها صباح مساء , فالأولاد الذين يتربون على التفرقة والتمسك بالطائفية لن ينفعوا المجتمع في شيء بل سيكونون في المستقبل اداة هدم لهذا المجتمع وليس أداة بناء , ومن الحكمة ان نسارع لمعالجة هذه الامور قبل فوات الاوان، لان داء العنصرية خطير ويفكك أواصر المجتمع الذي تغزوه، فالعديد من الدول والمجتمعات ضاعت وتشرذمت ودمرت وتشرد أبنائها بسبب الطائفية التي انتشرت وأصبحت كالنار تأكل كل القيم والعادات. كلنا موجودون في سفينة واحدة وأي واحد منا يثقبها نغرق جميعا .
علينا المحافظة على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في بلداتنا وننبذ العنف والعصبية العائلية والطائفية ولا نسمح لاحد اللعب بالنار ونتقي الله في أهلنا الذين عاشوا اخوة متحابين منذ عشرات السنين لا فرق بينهم، فالدين لله والوطن للجميع، وعلينا الحذر من جهات معينة تزرع العنصرية والفتن للتفرقة بين ابناء الشعب الواحد، فجعلوا منا طوائف وفئات من اجل نشر الفتنة ومحاربة بعضنا بعضا ، والتي يجب ان نتجنبها لكي لا نقع في المحظور ويسود الكرة في المجتمع بدلا من المحبة والإخاء لنضمن غدا مشرق لأجيالنا . 

مقالات متعلقة