الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / مارس 09:02

إلى كل من يتغنّون على وتر الشرف/ بقلم: الشيخ محمود أبو غظية

كل العرب
نُشر: 26/11/21 13:13,  حُتلن: 17:29

كثرت في الآونة الأخيرة قضية قتل النساء بدم بارد، لا لشيء اللهم لمجرد شك ان لها علاقة مع اخر... او انها تخرج ربما... او لان لباسها فاضح... وتعليق ذلك على شماعة الشرف، مع العلم ان الشرع وضع ضوابط لخروج النساء ولبسهن، ولكن التقليد الاعمى لغير ديننا وعاداتنا وتقاليدنا دفع بنا لحافة هاوية الهوان.

في نظري قتل المرأة على قصة شرف، ما هي الا جريمة شنعاء بكل ما تحمل الكلمة من معنى والاسلام بريء كل البراءة من هذه الأفعال الاجرامية، اما شرعنا الحنيف فقد بيّن لنا كيف التعامل في مثل هذه الحالة بعد اثبات الامر ويكون الإثبات بأحد الوسائل الآتية: إقرار الزاني بقيامه بالزنا واعترافه بذلك. الحمل للمرأة التي ليس لها زوج. شهادة أربع شهود عدول بأنّهم شاهدوا الزاني وهو متلبس بجريمة الزنا وذلك امام الوالي وليس الفرد من العامة.

فقد انزل الله تعالى: سورة النساء واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا" لم يذكر الله تعالى القتل ولم يأمر سبحانه بالقتل، فقوله تعالى: (واللاتييأتين الفاحشة) يعني الزنى، وقوله: (من نسائكم) يعني المسلمين، وقوله: (فاستشهدوا عليهن أربعة منكم) يعني المسلمين، وقوله: (فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت) يعني فاحبسوهن، وقوله: (حتى يتوفاهن الموت) يعني الحبس المؤبد حتى الموت، وقوله: (أو يجعل الله لهن سبيلاً) يعني حكماً آخر.

حتى وان إقامة الحد ليس للفرد بل للسلطان قال الحسن: أربعة إلى السلطان: الزكاة والصلاة والحدود والقضاء، وقال ابن العربي المالكي عند تفسير قوله تعالى: فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا [النور، لا خلاف أن المخاطب بهذا الأمر بالجلد الإمام ومن ناب عنه.

كيف بمن يقدم على قتل نفس حرم الله ازهاقها بدون دليل شرعي مما ذكر الله تعالى، ويعلق ذلك على شمّاعة الشرف، ما هذه الا جريمة نكراء يعاقب عليها فاعلها.

ثم ان القضية ليست في حاجة لعقد مؤتمرات ومنتديات وجمعيات سياسية وتناوب الكلام والتجريح فيه بل القضية ابسط من ذلك بكثير وهي التوعية في البيت، والتربية البيتية، واحترام الزوج زوجته والزوجة زوجها، والقوامة عليها وليس القوامة المأكل والشرب، بل يتعدى ذلك الى جمع المجالات الحياتية الاجتماعية والاقتصادية والشخصية منها، وليس معاملة الزوجة على انها عقار عندك وملك لك بل تركت بيت أهلها وامها وابيها واخوانها، فكن انت لها كل ذلك، حينها ترى تلك الزوجة المثالية المخلصة لك ولبيتها ولأبنائها، وحتى ان اردت ان تطلقها فافعل ذلك بشهامة ولا تذكر فعلتها وتذكر قول الله تعالى (وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا).

في التحكيم في قضايا الشقاق والنزاع في المحاكم رأيت أحوال يندى لها الجبين، وكثير ما أتساءل هل هذا هو المجتمع المسلم الذي أعيش فيه؟؟؟

بعد كل هذه العشرة يشمر كل واحد من الزوجين عن ساعده ليكشف مساوئ الاخر بلا خجل ويتناسى الزوجين انهما في يوم من الأيام كانا حفظة لأسرار بعضهما، وان لهما أطفال وربما بنات وأبناء تزوجوا.
كل هذه الشجارات والمعمعات ما هي الا مقدمات لامر اكبر من الطلاق فالأولى لولي الامر والاهل في هذه الحالات الحسم المنصف والسريع للقضايا من هذا النوع.

اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم والله غالب على امره.

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة