الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 20 / أبريل 00:02

حصاد السّنين بعد التسعين

بقلم: هدى عثمان أبوغوش

هدى عثمان أبوغوش
نُشر: 25/11/21 05:02


كتاب"حصاد السّنين بعد التسعين" نصوص وخواطر للكاتب المقدسيّ محمد عمر يوسف قراعين،عن مكتبة الشروق في رام الله وعمان،يقع الكتاب في 190 صفحة من الحجم المتوسط
شاب في التسعين ابن حيّ سلوان في القدس يتحدى شيب الذاكرة قبل الشعر،يطالع يتأمل ويتفكر،في أواخر الثمانيات يصدر كتابه الأول "شاهد على العصر"،وبعد التسعين يصدر كتابه الثاني"حصاد السّنين بعد التسعين". إنه الكاتب المقدسي محمد يوسف قراعين،زميلي في ندوة اليوم السابع الثقافية التي تعقد كل يوم خميس منذ ثلاثين عاما.
في هذا الكتاب مجموعة نصوص،خواطر ومقالات أدبية بعضها نوقشت في ندوة اليوم السابع،
أرى إنّ في إصدار هذا الكتاب بعد التسعين رسالة لكلّ قارئ،أنا أكتب إذا أنا موجود،وأن الشباب هو في روح النفس والقلب،وإطالة العمر هدية من الله،لنغتنمه بالخير.
كماوتتميز هذه الخواطر والنصوص و بنقد المجتمتع مع إبداء النصيحة والاقتراحات التي تفيده والأخذ بالحكمة سواء الأمور السياسيةأو الاجتماعية، وحبّ الوطن الأرض والشجر،والحثّ على ممارسة الرياضة والمشي،وكذلك المطالعة،فمن خلال قلمه الحكيم يشاركنا مشاعره وحنينه لممارسة المشي"حنيني إلى أيام الشباب التي فيها الصحة من أجل ممارسة المشي".مع العلم أنه يحافظ على المشي حتى الآن ولكن بقدر أقل بكثير.كما ويبوح بعاطفته الصادقة تجاه حبيبته وزوجته ويصف هذه العلاقة من خلال الخواطر بالحب والوفاء والاحترام.
ويلخص الكاتب العمر في هذه الكلمات باللهجة المصرية التي يدعو فيها الإنسان أن يكون طبيعيا غير متكلف."أصل العمر يومين،يوم فشخرةوتكييف وبعد الربيع والصيف خريف،اسمع نصيحة يا صاحبي بلاش الصبغة والتزييف"
وأيضا يطرح الكاتب قراعين أفكاره ومعتقداته في سلوكيات الحياة ويبعثها كبرقيات للقارئ.ولأن الكاتب مثقف ومطالع وروحه لا تشيخ ،فهو يواظب الذهاب إلى ندوة اليم السابع كل خميس،
ويشاركهم،وقد حضن حروفه بالندوة من خلال خاطرة"أنا والندوة".
جاء أسلوب الكاتب بلغة سهلة بسيطة أحيانا بالعامية وباللهجة المصرية وغلب على النصوص الشعرية الشكل القصصي كما في "العدل أساس الملك" على سبيل المثال،كما وبرزت شخصية الكاتب الواعي الواثق من نفسه من خلال تلك النصوص المختلفة"كنت مهما اللّيل يبدو حالكا
ثابتا أخطو وأمشي ملكا".
وأختم كلماتي بتحية احترام وتقدير للكاتب الإنسان المثقف الذي يحترم الرأي الآخر دون تجريح،من خلال وعيه وأُسلوبه الراقي.
وحفظ الله كاتبنا العزيز محمد يوسف قراعين.

مقالات متعلقة