قال حسين أبو سريحان، والد الفتى سليمان (16 عاما)، الذي أصيب بجراح ميؤوس منها قبل نحو شهر ونصف وعاد لاحتضان عائلته، في رسالة للمجتمع العربي عامة أنه "كفانا عنفا، فقد أرتوت الأرض من دمائنا". وأكد الوالد أنّه من الخطأ أن تحل المشاكل بالسلاح، لأن العاقبة وخيمة ولا يتوقعها أحد.

الفتى سليمان أبو سريحان بأحضان والده

وأشار الوالد الذي احتفل الليلة (الجمعة) بخروج ابنه من المستشفى، مع العشرات من الأقرباء والأصدقاء، أنّ ابنه تعرض لعمل إجرامي بصورة غير مسبوقة، ولكنه أردف قائلا: "أطلب من الأمة العربية كلها، وقف الدماء. لقد ارتوت الأرض من دماء الإسلام ولا توجد دولة نستطيع الاعتماد عليها. طفل كهذا يتعرض لإطلاق نار مرتين بصورة وحشية وارهابية! هذا حرام. يكفينا جرائم".

وأضاف (أبو إيهاب) قائلا في حديث لمراسل "كل العرب" أثناء الاحتفال بنجاة ابنه وخروجه من المستشفى: "ابني كان في وضع خطير للغاية، وكان من المستحيل أن يعيش ولكن الله أراد له الحياة وان يعود إلينا وأن يقف على قدميه، لأن ما تعرض له سليمان لا يوجد شخص قد ينجى منها".

وقال الفتى سليمان: "ماذا أقول؟ الجرائم مستمرة والدولة لا تعمل شيئا. لقد عدت من الموت وأشكر كل من شاركني اليوم بمناسبة سلامتي".

الفتى سليمان أبو سريحان

وفي رسالة للمجتمع العربي قال والد الفتى: "الجرائم خطأ وحرام وعلينا أن نتقي الله في أنفسنا. لقد أرتوت الأرض من دماء المسلمين. علينا أن نخجل من رفع سلاحنا على جيراننا أو أقربائنا أو على أي مسلم، وأنا بينهم. حتى هنا يكفي. أكثر من 110 قتلوا، و-200 مقعدين و-200 اصابتهم خطيرة. على الجميع أن يتقي الله في نفسه ويحاول قدر الإمكان أن يحل المشاكل قبل أن تصل إلى العنف، حتى لو خسر من جيبه. ليست شطارة أن نطلق النار أحدنا على الآخر. من كانت مشكلتي معه ابن خالتي. الدم واحد – وكل ما حصل خطأ ونتيجة التحريض، وندعو الله أن نحل مشاكلنا".

ويشار إلى أنّ العنف بين العائلتين في تل السبع أدت إلى إصابة خطيرة لشاب عشريني بطلق ناري في الرأس، أثناء تبادل اطلاق النار بين الجانبين على خلفية خلاف على قطعة أرض، ثمّ ما لبث أن تمّ استهداف الفتى سليمان أبو سريحان في أكتوبر/تشرين الثاني الماضي بـ12 رصاصة أدت إلى اصابته الحرجة، حيث تم إجراء عدد من العمليات الجراحية له حتى خرج من دائرة الخطر – وتم تحريره من مستشفى سوروكا حين تماثل للشفاء.

وقدم الوالد حسين أبو سريحان شكره الجزيل لله قبل كل شيء وللطاقم الطبي في مستشفى سوروكا ولكل من دعا الله من الناس لشفاء ابنه.